الشريط الإخباري

مديرية الآثار والمتاحف السورية تدين جريمة إعدام الباحث الأثري خالد الأسعد على يد إرهابيي “داعش”

دمشق-سانا

أدان الدكتور مأمون عبدالكريم المدير العام للآثار والمتاحف في سورية بشدة الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي اليوم بإعدام الباحث الأثري ومدير آثار تدمر الأسبق خالد الأسعد.

وقال مدير الآثار في تصريح لـ سانا نقلا عن معلومات تلقتها المديرية من المجتمع المحلي في مدينة تدمر إن إرهابيي “داعش” كعادتهم لم يحترموا المكانة العلمية للشهيد الأسعد ولا شيخوخته حيث تجاوز عمره ثمانين عاما فأقدموا على إعدامه قطعا بالرأس في ساحة المتحف الوطني بتدمر ثم قاموا بكل همجية بنقل الجثمان وتعليقه على الأعمدة الأثرية التي أشرف هو بنفسه على ترميمها وسط مدينة تدمر.

وأضاف عبدالكريم أن عناصر “داعش” عملوا على استجواب الشهيد الأسعد أكثر من مرة وحاولوا أن يأخذوا منه معلومات عن مواقع الكنوز الأثرية التدمرية دون جدوى ثم أقدموا على قتله بطريقة همجية وبربرية مستهدفين بذلك أحد أهم رواد علم الآثار السوري في القرن العشرين مشيرا إلى أن زملاء الأسعد في دائرة آثار حمص وفي المديرية عامة طلبوا منه مرارا مغادرة تدمر لكنه رفض بإصرار أن يترك مدينته ومسقط رأسه ولو كان في ذلك موته على حد تعبيره.

وذكر مدير الآثار أن الأسعد عمل مديرا لآثار تدمر في الفترة من عام 1963 إلى عام 2003 حتى تقاعده عمل بعدها خبيرا في المديرية العامة للآثار والمتاحف حيث شارك بوضع استراتيجيات علمية في مجال الآثار مبينا أنه خلال فترة ترؤسه لآثار تدمر حقق إنجازات هائلة في ترميم عدد كبير من القطع الأثرية كما شارك في العشرات من بعثات التنقيب الوطنية والمشتركة وخاصة في مدينة تدمر مكرسا خمسين عاما من حياته لها ليعد بحق أبا الآثار التدمرية التي عمل طوال حياته على إعطائها ما تستحق من عناية.

ونوه عبدالكريم بمناقب الشهيد الأسعد العلمية والأخلاقية حيث عرف دائما بأنه صاحب شخصية اجتماعية ومن أعيان مدينة تدمر أحبه سكانها كما كان صاحب فكر متنور تميز بالاعتدال الديني ورفض التطرف والإجرام فضلا عن كونه عالما وباحثا وخبيرا في اللغة التدمرية.

وأشار إلى أن للشهيد الأسعد العديد من الكتب والمؤلفات وضعها بمفرده وبالتعاون مع آثاريين سوريين وأجانب ومنها “تدمر أثريا وتاريخيا وسياحيا” و”المنحوتات التدمرية” و”الكتابات التدمرية واليونانية واللاتينية في متحف تدمر” و “دراسة أقمشة المحنطات والمقالع التدمرية” و”أهم الكتابات التدمرية في تدمر والعالم” و”زنوبيا ملكة تدمر والشرق” وغيرها إضافة لعشرات الأبحاث العلمية.

يذكر أن الباحث الشهيد خالد الأسعد من مواليد مدينة تدمر عام 1934 حاصل على إجازة بالتاريخ ودبلوم التربية من جامعة دمشق عمل عام 1962 رئيسا للدراسات والتنقيب في مديرية الآثار بدمشق ثم في قصر العظم حتى نهاية عام 1963 ثم مديرا لآثار تدمر وأمينا لمتحفها الوطني لغاية عام 2003 شارك في المشروع الإنمائي التدمري خلال الفترة 1962-1966 حيث اكتشف القسم الأكبر من الشارع الطويل وساحة الصلبة “التترابيل” وبعض المدافن والمغائر والمقبرة البيزنطية في حديقة متحف تدمر واكتشف عددا من المدافن التدمرية المهمة ومنها مدفن بريكي بن امريشا “عضو مجلس الشيوخ التدمري”.

كما عمل الشهيد في عدد من المؤسسات الدولية والإقليمية والعربية كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” والمفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي ضمن مشروعات متعلقة بتدمر وبالآثار السورية عامة وشارك في معارض وندوات أثرية دولية وهو حاصل على عدد من الأوسمة منها وساما الاستحقاق برتبة فارس من رئيسي الجمهورية الفرنسية وجمهورية بولونيا ووسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية التونسية.

وكان إرهابيو تنظيم “داعش” أقدموا مطلع تموز الماضي على تحطيم تمثال أسد اللات الذي يعد أحد أهم التماثيل الأثرية في مدينة تدمر ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها التنظيم التكفيري بحق التراث الأثري السوري.

وبلغ عدد العاملين في مديرية الآثار والمتاحف الذين استشهدوا إثر الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون كما تؤكد المديرية 13 شهيدا في مختلف المحافظات منذ بدء الحرب على سورية.

انظر ايضاً

الغنى الفكري والثقافي والتجاري لتدمر على طريق الحرير

حمص-سانا لا تزال تدمر “لؤلؤة الصحراء” وواحة العصور الغابرة تكتنز من السحر والجمال ما يثير …