الشريط الإخباري

أحد مشاريع أكاديمية السينما.. فيلم “مو .. جوع” للكاتب الشاب وليم عبدالله يعالج مشاكل عالم الطفولة

اللاذقية-سانا

يتطرق فيلم “مو.. جوع” للكاتب الشاب وليم عبدالله والمخرجة ندى القيم وهو أحد مشاريع أكاديمية السينما في اللاذقية لمشكلة إهمال الأطفال وعدم منحهم الرعاية والوقت الكافي من الأهل من خلال طفلين ينتميان إلى شريحتين اجتماعيتين أحدهما غني والآخر فقير ضمن مقارنة مباشرة بين عالمين متباينين ظاهرا في محاولة لتقريب الصورة أكثر ما يمكن للمشاهد وتأكيدا على أن المال ليس أساس هذه المشكلة الإنسانية.

وقال عبد الله في حديث لنشرة سانا الشبابية إن “الفيلم يبحث في أسباب الانحلال الاجتماعي مسلطا الضوء على التربية العائلية كسبب أساسي في تدهور المجتمع أو في بنائه ولذلك فقد رصد كل الأدوات اللازمة للتركيز على هذه الزاوية آملا في أن ينتبه المجتمع إلى الخطأ الذي يرتكبه بحق الطفولة والآثار المترتبة عليه فيعمد إلى إصلاح خطأه”.2

ضمن أجواء الفيلم تسيطر الكآبة على طفلين هما تلميذان في نفس المدرسة فالغني منهما لم تنفعه ثروة أهله والفقير لم يعاني من فقر أسرته إنما يفتقد كلاهما للاهتمام والحنان وليس للمادة حسب قول عبد الله وهو ما يدفع بهما إلى الهروب سوية إلى حديقة عامة حيث يجلسان وكل يحمل كعكة بيده فيأكل الفقير قضمة من الكعكة دون أن يبتلعها ناظرا إلى الطفل الغني ليراه شارد الذهن لا يأكل منها.

وأوضح الكاتب الشاب أنه عمل على مشهد ختامي يوصل من خلاله الرسالة المقصودة بأكملها حيث يختتم الفيلم بعبارة يقولها الفقير وهي “أنا جوعان” فيرد الغني قائلا “أنا جوعان كمان” وهكذا فإن جوعهما لم يكن للطعام وإنما للإنسانية.

وأشار إلى أنه تم تصوير الفيلم كأحد مشاريع الانطلاقة الأولى لأكاديمية السينما في اللاذقية والتي تأتي لتلبي طموحات الشباب العاشق للسينما موضحا أن الأكاديمية أقامت في وقت سابق دورة مكثفة للطلاب المسجلين فيها في مواد السيناريو والإخراج والمونتاج والصوت وإدارة الإنتاج والتصوير والإضاءة حيث تمثلت قوة هذا المشروع من خلال قيام الأكاديمية بإنتاج أفلام لكل الطلاب المسجلين فيها كنوع من الدعم المعنوي والمادي.

وأضاف إن الدورة كانت مكثفة جدا بحيث مكنت الطلاب من دراسة فنون السينما المختلفة تحت إشراف نخبة من المتخصصين في هذا المجال وفي وقت قياسي وهو ما زاد من معرفتهم وصقل خبراتهم السابقة مشيرا إلى أنه اكتسب أيضا خلال فترة الدراسة في الأكاديمية العديد من التقنيات الجديدة والتي كانت مجهولة بالنسبة له حيث تعلم كيفية السير بمحور محدد للفيلم لإيصال رسالة معينة إلى جانب العمل بروح الفريق لإنجاح المنتج الفني.

وناشد الكاتب الشاب وزارة التعليم العالي افتتاح كلية لعلوم السينما مع امتلاك الخبرات الكافية لإدارتها مؤكدا أن حجم المواهب السينمائية الشابة في سورية يمكن له أن يشكل محرضا رئيسيا لخطوة من هذا النوع حيث تحتاج هذه الطاقات إلى تدريب أكاديمي متخصص يؤطر مواهبها ويمكنها من أخذ فرصتها في التعلم واكتساب الخبرة والمعرفة اللازمة تمهيدا لانطلاقها على أسس متينة ترتقي بالحالة السينمائية في سورية.

ويشارك عبدالله حاليا في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة التي تقيمها المؤسسة العامة للسينما عبر فيلم الرقص على الركام من إخراج مجد الشيخ حيث يتناول فيه إرادة الحياة بعد الحرب والدمار.

يذكر أن وليم عبد الله من مواليد العام 1983 يحمل إجازة جامعية في اللغة الانكليزية وأخرى في اللغة الفرنسية وشهادة ان ال بي من البورد الأميركي عام 2013 وشهادة ماجستير عن رسالة بعنوان رسالة بعنوان “البعد السينمائي في رواية العطر” عام 2014 بالإضافة إلى شهادة أكاديمية السينما إخراج سيناريو عام 2015 وهو كاتب قصصي ومسرحي باللغتين العربية والفرنسية من أعماله الغروب وقت الصباح والإنسانية في عطلة و من نكون … كما أنه سيناريست ومخرج لعدة أفلام منها أمل وحياة وأجمل الأمهات و بالغلط طالب وسواها وكما أنه حاصل على المركز الأول في مجال القصة القصيرة في مهرجان نجيب محفوظ في الكويت على مستوى الوطن العربي عام 2009 وعلى المركز الأول في المجال نفسه ضمن مهرجان آذار للأدباء الشباب عام 2010.

بشرى سليمان – نعمى علي