المخرج حنا كريم.. موهبة سينمائية سورية تصل لمهرجان كان بفرنسا

اللاذقية-سانا
من قلب الحرب ومن أخطر مواقع الاشتباكات في حلب استطاع المخرج الشاب /حنا كريم/ ان ينتج فيلمه القصير / كالحمام الزاجل/ الذي يسلط الضوء على مدينة حلب التاريخية القديمة مصورا عائلة عادت بعد غياب الى بيتها المدمر هناك و كانت قد هجرته اثر هجمات متكررة للعصابات الارهابية المجرمة على المنطقة في اشارة الى ان العودة الى الديار هي مصير السوريين المحتوم مهما بعدت المسافة بينهم وبين الوطن الذي ظلوا أوفياء ومخلصين له في كل الظروف.

وقال /حنا/ في حديثه لنشرة /سانا/ الشبابية ان// الفيلم الذي نال المرتبة الأولى بعد عرضه في /مهرجان خطوات السينمائي الدولي/ في دورته الاخيرة في اللاذقية يستحق النجاح نظرا لظروف العمل الصعبة التي صور الفيلم فيها وخاصة ان موقع التصوير كان خطرا للغاية لكن رغم ذلك جاذف الفريق وتحدى جميع الظروف لإنجاح العمل// .

ولفت الى ان رأي النقاد والمتخصصين الايجابي في الفيلم كان بالنسبة له أكبر جائزة يحصل عليها ولاسيما من قبل اعضاء لجنة التحكيم في المهرجان فالفنانة /سلاف فواخرجي/ عبرت في ختام المهرجان حسب قوله عن تأثرها الشديد بالفيلم و واقعيته كما أبدى المخرج /باسل الخطيب/ حماسه الكبير للطريقة الاخراجية المختارة لتصوير الفيلم بالإضافة الى بعض الملاحظات التي حفزته على السير قدما في هذا المجال فكانت الخطوة التالية بعرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي.

وقال.. تضم فعاليات /مهرجان كان السينمائي/ العديد من الاقسام حيث أدرج الفيلم في زاوية الأفلام القصيرة وحاز العمل اعجاب النقاد الاجانب بالإضافة الى تعاطف عدد كبير من المشاهدين الذين اطلعوا على ما وصلت اليه مدينة حلب العريقة عبر الفيلم الذي شكل فرصة لإيصال صوتنا كسوريين الى ذلك الجمهور ونقل الصورة الحقيقية لما يحصل على ارض سورية خلال السنوات الاربع المنصرمة وخاصة لجهة الدمار الهائل الذي طال مدينة حلب الاثرية بفعل الارهاب.

ولم يكن فيلم /كالحمام الزاجل/ أول أعمال المخرج الشاب حنا كريم بل سبقته مجموعة من الأعمال التي نالت حظها من المشاركات العملية كفيلم /دائرتك/ وهو فيلم دعائي قصير للحد من انتشار مرض الايدز في العالم و الذي نال جائزة افضل فيلم في /مهرجان ساير للأفلام / في أندونيسيا بالاضافة الى فيلم /فرقتنا الحرب وجمعنا الحب/ دون نسيان فيلم /بذرة / الذي يشارك في احد المهرجانات السينمائية المقامة في نيويورك.

واكد /حنا/ ان الاخراج كان بالنسبة له هواية اعتمد فيها على موهبته قبل اختيار التخصص في هذا المجال معتبرا ان تجربته الأولى في فيلمه القصير /سورية تريد/ كانت دافعا للاستمرار بالنسبة له كونه يحمل رسالة وطنية عميقة وصلت الى شريحة واسعة رغم بساطة الامكانات التي نفذ الفيلم بها الا انه انتشر على الانترنت في الاوساط الشبابية بشكل كبير وكانت له اصداء جميلة ومن هنا يكون لديه الدافع لإعطاء المزيد وتطوير الموهبة التي يمتلكها من خلال اتباع عدد من الدورات المتخصصة بصناعة الافلام عن طريق الانترنت لاكتساب اكبر قدر ممكن من المعلومات للمتابعة في هذا المجال.

ورأى /حنا/ان تجربته في مجال التصوير الضوئي اضافت له الكثير من ناحية تطوير روءيته البصرية والفنية إضافة الى مخزونه الفكري العائد الى مشاهدة عدد كبير من افلام السينما العالمية ومتابعته الحثيثة لآخر المستجدات في هذا المجال ما ساعد في تكوين روءيته الاخراجية التي يحاول قدر الامكان ان تحمل رسالة كبيرة فكل فيلم بالنسبة له هو فرصة لإيصال رسالة للمتلقي تضم معاني عميقة وشفافة وحقيقية .

واضاف..//يقولون ان أعمالي ليست صحيحة مئة بالمئة.. لكنها حقيقية تنبع من واقع عاشه السوريون لذلك كنت اكثر اقترابا من قلوب المشاهدين كما ان الشخصيات التي اخترتها لتجسيد الاعمال ليست محترفة في التمثيل لكنها تعبر عن تجارب حقيقية مروا بها ومن هنا تأتي نقاط القوة التي ترتكز عليها افلامي//.

واختتم حنا حديثه بالقول.. أعمل حاليا على دراسة المجال السينمائي اكاديميا في فرنسا لتطوير موهبتي وتنميتها باسلوب علمي ومدروس وهنا لا بد من ان اوجه رسالة للشباب السوري الذي يحاول الابداع في هذا المجال بعدم التوقف والاستسلام بل المتابعة والاهتمام وتنمية موهبته مع التأكيد على ضرورة دعم هذه المواهب من قبل الجهات المعنية لأن سورية تحتضن الكثير من الابداعات الشابة التي تحتاج القليل من الرعاية والاهتمام.

يشار الى ان /حنا كريم/ من مواليد حلب.. حاصل على اجازة في الترجمة بالإضافة الى دبلوم في العلوم المالية والمصرفية من جامعة حلب.

ياسمين كروم -مي قرحالي