الشريط الإخباري

فرقة رمال..عمل إبداعي جاد في مجال الأداء التعبيري الراقص

اللاذقية-سانا

رسمت فرقة رمال للمسرح الراقص أجمل اللوحات التعبيرية الجميلة مع الإضاءة الرائعة والحركات المنسجمة والموسيقا خلال العرض الفني الراقص الذي قدمته مؤخرا بدار الأسد للثقافة باللاذقية في حفل طفولة وإبداع الذي كرمت فيه وزارة الثقافة أبناء وبنات الشهداء الفائزين بمسابقات فنية وأدبية ويؤشر العرض بوضوح إلى العمل الإبداعي الجاد الذي تقوم به الفرقة الأولى من نوعها في المحافظة في تأكيد على ريادتها وتميزها في مجال الأداء التعبيري الراقص كشكل فني تفتقده الساحة المحلية.

وابتدأ العرض بلوحة فنية تعبيرية راقصة تضمنت حركات ومسيرا منتظما على ايقاع اغان وطنية وأخرى من تراث سورية ترسم أصالة وشرقية بلادنا وتراثنا برقصة السماح التي تجسد حب الشرق وسحر الأصالة الشرقية في أداء سعى خلاله الراقصون لإيصال فكرة معينة من خلال حركات الجسد وتعابير الوجه ضمن إطار متناسق شفاف يركز على الإيماءات التعبيرية والحركية دون استعراض الجسد نفسه كما قدمت الفرقة تحية لروح الشاعر الكبير عمر الفرا والقت طفلة صغيرة من الفرقة قصيدة شعرية للشاعر الراحل بعنوان “الوطن يابني”.

وبينت مديرة ومدربة الفرقة الفنانة غيداء محمد في تصريح لسانا الثقافية أن تدريبات وبروفات الفرقة كانت بشكل شبه يومي للأعضاء المشاركين بالعرض في مقر الفرقة كما خضع أعضاء الفرقة قبل الحفل لدورة أعداد لاكمال اللوحات لتناسب هذه الفعالية.1

وتسعى الفرقة كما أوضحت إلى خلق علاقة وثيقة مع التراث الشعبي المحلي من خلال دمج الفن التعبيري بالفنون الفلكلورية الشعبية ساعية إلى تأجيج روح الحركة و الخيال من خلال مثلث الفكرة والروح و الجسد و ذلك لخلق صيغة بصرية تشكيلية تخاطب الآخر.

وبينت محمد أن فرقة رمال للمسرح الراقص تأسست عام 2007وتضم مئة راقص وراقصة من مختلف الأعمار حيث يتم اختيار الراقصين الراغبين بالانضمام للفرقة ضمن شروط ومقاييس لياقة بدنية جيدة بالدرجة الأولى إضافة إلى الموهبة والميول الفنية والشغف بالرقص والحضور المسرحي ويتم التركيز على الراقصين الذين يتمتعون بالطاقة والاندفاع لافتة إلى أن العمل المسرحي ينمي قدرات الأطفال ويوجههم وفق نوع الرقص الذي يبدعون ما بين تعبيري وفلكلوري وكلاسيكي وشعبي.

وبينت أن الأنشطة المسرحية والفنية عند الأطفال لها دور كبير في تكوين شخصية الطفل إضافة إلى ما يكتسبه من فنون أخرى سواء بالموسيقا أو الرياضة وغيرها والتي بدورها تسهم في تكوين الشخصية وصقلها.

وأشارت مدربة الفرقة إلى أن أغلب السيناريوهات التي تنفذها الفرقة هي من تأليفها وتستمدها من واقع الحياة والأحداث التي تدور حولنا وتخرج منها بمادة تصاغ للمسرح الراقص ويتم التدريب عليها ضمن بروفات مكثفة للوصول إلى الغرض المطلوب كما أن الحركات الراقصة من تصميمها أيضا.

ورأت الفنانة محمد المخرجة الوحيدة لكل أعمال الفرقة أن اختيار المرحلة العمرية المشاركة في الأنشطة الراقصة جاء استجابة لمتطلبات العمل الفني المسرحي حيث يتطلب فن الرقص التعبيري التعامل مع أطفال في سن مبكرة ما يتيح قدرة عالية على الاستيعاب وتلقي الفنون الجديدة إلى جانب المرونة البدنية التي يتطلبها هذا النوع من الرقص.

وتختلف أنواع المسرح منها الكوميدي والتراجيدي والراقص وفق محمد فهو بجميع هذه الانواع هو مرآة للواقع نقدم من خلاله رسائل شفافة وصادقة لا زيف فيها مؤكدة أن المسرح له تأثيرا كبيرا في الناس ويسلط الضوء على بعض الجوانب السلبية في حياتهم واحيانا يقدم اقتراحات للحلول وذلك حسب مخرج العمل وكاتب السيناريو مشيرة إلى ضرورة احترام رغبة الطفل بالحصول على الثقافة المعرفية بالمسرح لأن الثقافة ممكن أن تكون رقصا وغناء ومسرحا ورسما ونحتا وغيرها وعلى الأهل تنمية مواهب أطفالهم وتغذيتها ودعمها.

وأكدت ضرورة توفر الوعي المجتمعي بقيمة المواهب وبأهمية هذا الفن والاطلاع وتكوين ثقافة واسعة حوله معتبرة أننا “نواجه ضعفا في الثقافة العامة وفي تقبل هذا الفن ورفض الأهل لممارسة أبنائهم وبناتهم هذا الفن العريق” فنحن بلد الحضارة وان ثقافة وتطور المسرح في أي بلد هو دلالة تطوره ورقيه مشيرة إلى أن الفرقة تحتاج للدعم المادي والمعنوي لأنها تسعى للظهور أفضل صورة إضافة إلى ضرورة فتح المراكز الثقافة أبوابها أمام الفرق الراقصة والمسرحية والموسيقية الشبابية لتجري تدريباتها وتقدم عروضها على خشباتها .

يشار إلى أن أول عرض راقص للأطفال قدمته الفرقة كان بعنوان “صراع الأزل” وهو صراع بين الخير والشر قدم عام 2007 كما قدمت الفرقة عرض “أرواح” عام 2008 وكان للفرقة مشاركات عربية في الكويت إضافة إلى مشاركتها بالأولمبياد الخاص للمعاقين بحفل افتتاح مع فرقة انانا عام 2009 وقدمت الفرقة ثلاثة أعمال وهي لوحات راقصة ضمن الملحمة الوطنية “عليكم السلام” و “ياشام” وللفرقة مشاركات مع منظمة طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة.

بشرى سليمان /مي قرحالي

انظر ايضاً

رسائل إنسانية ووطنية قدمها أعضاء فرقة رمال للمسرح الراقص بعرض تراب العز

اللاذقية-سانا سردية إنسانية اعتمدت البساطة والإنسانية واستعراض تاريخ سورية القديم والحديث والآلام التي مر بها …