الشريط الإخباري

المجتمع الدولي ومكافحة الإرهاب-صحيفة تشرين

كيف صار صعود «داعش» الإرهابي يمثل تهديداً غير مسبوق للأمن العالمي؟

عندما تتلخص تلك الرؤية في حديث أهم كاتب أمريكي فهذا يعني أن الأمر تجاوز حدود أمن المنطقة، والإقليم، ولاسيما عندما أكد أن الشرق الأوسط أكثر تفجراً وخطراً الآن مما كان عليه سابقاً، وذلك بسبب صعود «داعش»..

وبما أن الأمن في الإقليم والمنطقة عامة، جزء لا يتجزأ من الأمن العالمي، فقد تغدو وجهة النظر هذه واقعية تماماً، إذا ما أخذنا بالحسبان تمدد الإرهاب، وانعكاساته على الغرب، والتي باتت مجسدة في العمليات الإرهابية التي بدأت تطول هذا الغرب الذي صدّر الإرهاب وجند مرتزقته، ورعاهم، ومولهم، وسهل لهم الدخول عبر دول الإقليم، والجوار، التي لم يعد بإمكانها أن تنجو من تبعات هذا التمدد، وهذا الإرهاب المنتشر، إلا بالخطوات الجادة التي تأخذ شكل المعجزة في تضافر الجهود الدولية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب من خلال تحالفات جادة وحقيقية تعي أن الخطر الإرهابي الداهم لن يبقي ولن يذر، ولن يوفر دولة على حساب أخرى، وإنما كل سيأتيه الدور، من منطلق أن الإرهاب لا دين له ولا حرمة..

وبما أن الغرب يمثل الجزء الأهم في سيناريوهات صناعة الإرهاب، كان لزاماً عليه وضرورة أن يعيد النظر والتفكير، بالآليات والأهداف التي ارتدّت عليه من خلال هذا الإرهاب المتنقل، الذي تخطّى حدود الأهداف المرسومة له في الغرب، ليطول المنطقة، والغرب، والعالم بأكمله، غير آبه، إلا بأهدافه وغاياته هو، بعدما أفلت من عقاله، وصار وباء على أمن الإقليم والمنطقة خاصة وأمن المجتمع الدولي عامة..

من هنا، كان لابد من أن تقوم دول المنطقة خاصة والغرب عامة، بوضع خطط سيناريوهات بديلة، تقلب فيها السياسات وتغير طبيعة إدارة هذه السياسات، بما يخدم الهدف الأهم  وهو مكافحة الإرهاب والتطرف، وإلا فالمركب سيثقبها ساطور الإرهاب وفكره المتنقل والمتمدد.

أما كيف يمكن لهذه السياسات أن تتغير، فذلك عندما تكون الجهود مخلصة وصادقة، وأن تقوم بالتنسيق الكامل مع كل الدول التي ضرب الإرهاب عمقها، ولاسيما الدولة السورية، التي مازالت تقوم بمحاربة الإرهاب والتطرف نيابة عن هذا العالم، فقد آن الأوان حالياً ليكون للدول الراعية أو الممولة أو التي خططت لصناعة الإرهاب، أن تفكر بتلك المعادلة الإرهابية التي ستضع حساباتها بغير ما تشتهي حسابات الدول الصانعة، وذلك بغية إيجاد تحالف حقيقي وتنسيق واقعي مشترك، بمكون يستطيع الإحاطة والقضاء على هذا السرطان المستشري في جسد المنطقة والعالم، على خلفية التحدي الذي سيطول المنطقة إذا لم يكن لهذا التنسيق دور ومعنى في القضاء على الإرهاب بأجياله المتعاقبة، ولاسيما «داعش» الذي يمثل هذا الإرهاب اليوم، بعنوان عريض وكبير بدأ يأخذ امتداد الصفحات والأراضي.

سورية التي لطالما نظرت ببعد الرؤية والأهداف، والنظرة الفاحصة لأدق الأمور، دقت ناقوس الخطر مراراً وتكراراً، وأكدت أن من استهدف عمق أراضيها بإرهابه المصنوع، هذا الإرهاب سينعكس عليه في تاليات الأيام والسنين.. أما مهندسو هذا الإرهاب ومصنعوه من الأفراد بما امتلكوا من سلطة ومال ونفوذ، فإن المجتمع الدولي اليوم هو أحوج ما يكون لمحاكمتهم، ووضعهم عند حدود مسؤولياتهم تجاه أمن الإقليم، والمنطقة، والعالم.. وإذا لم تشكل الجهات المشتركة لصدّ هذا الإرهاب فسيكون كل الحديث عن تحالفات أخرى حبراً على ورق، لايجدي في القضاء على العنف الدموي الذي واجه الشعوب، والذي سجله الإرهاب في العمق الحضاري لعالم لم يعد يعرف مامعنى الحضارة إذا بقي بعد كل هذا واقفاً يتفرج وينتظر!!