أردوغان يلعب في الوقت الضائع..!- بقلم أحمد ضوا

شهدت الساحة التركية في الأيام السابقة حملة تصريحات لمسؤولين في حكومة أردوغان، جميعها يصب في اطار العدوان التركي على شمال سورية وإقامة مناطق عازلة، وهذه المرة دون مساعدة الولايات المتحدة التي أعربت وزارتها الخارجية عن معارضة هذه الخطط العدوانية التركية وعدم فائدتها.‏

إن الحديث التركي عن مثل هذه الخيارات ليس جديدا، وباعتقادي من كان عاجزا عن فعل ذلك حين تركت الولايات المتحدة الخيار لتركيا لن يكون بمقدوره القيام بمثل هذه الأفعال العدوانية في ظل المعارضة الأميركية، وإذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار الظروف السياسية في المنطقة عموما وتركيا خصوصا فانه من السهل القول إن حزب أردوغان يسعى لتحسين وضعه السياسي بعد انتهاء حلم سلطانه باعتلاء عرش السلطنة التركية التي كان يتحضر أردوغان لاستعادتها من جديد.‏

إن العدوان التركي على الشعب السوري مستمر ومتعدد الأوجه منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، وأخطر جوانبه الدهم المتواصل للتنظيمات الإرهابية وتحويل تركيا إلى بؤرة لتمرير الارهابيين الى سورية والمنطقة، الأمر الذي يعرفه القاصي والداني داخل تركيا وخارجها، وعلى ما يبدو ان حكومة أردوغان خائفة على التنظيمات الارهابية القاعدية في شمال سورية وتريد أن تدخل المعركة إلى جانبها كما فعلت لدى تسلل هذه التنظيمات الإرهابية إلى إدلب، ولكن ما لا تريد أن تعرفه هذه الحكومة الإجرامية أن اليوم ليس كما سبقه، وان التطورات السياسية وفي مقدمتها صمود سورية جيشا وشعبا وقيادة وتقهقر حزب العدالة والتنمية لا يؤهلان لدخول تركيا مغامرة خطيرة.‏

فعلى الصعيد التركي لم يعد الجيش التركي اليوم كما كان قبل عام أو عامين، فهو يعاني من الانقسام وتعدد الآراء جراء توريطه في دعم التنظيمات الإرهابية.‏

لا شك في أن أردوغان يلعب في الوقت الضائع على مستوى تركيا والمنطقة، وجزء كبير من تصريحات حزبه وحكومته يندرج في الإطار الإعلامي الدعائي، وذلك لا يلغي على الإطلاق إمكانية ذهاب الحكومة التركية إلى توريط تركيا في معركة جديدة يراد من خلالها الضغط على الأحزاب التركية الأخرى كي لا تشكل حكومة ائتلافية تستبعد حزب العدالة والتنمية.‏

من جانب آخر تراقب تركيا المفاوضات النووية الإيرانية الغربية بالقيادة الأميركية، وتعي تماما أن أي اتفاق مع الغرب سيفضي إلى تطورات جديدة أول ما ستطول الاقتصاد والسياسة التركيين.‏

كل الأدلة والوقائع تشير إلى أن تركيا الأردوغانية عاجزة عن تحقيق أي إنجاز سياسي في عمل عدواني ميداني على الأرض السورية بل إن أي عدوان تقوم به سيشكل عليها خطرا كبيرا جدا.‏

الأيام القادمة ستكشف عن ضعف وهزالة غير مسبوقين لأردوغان وحكومته التي تديرها الولايات المتحدة من بعيد، والعارفون بكواليس السياسة التركية يعون تماما أن الحكومة التركية عاجزة عن فعل أي شيء يترتب عليه نتائج سياسية وان مغامراتها ستنقلب عليها.

‏ صحيفة الثورة

انظر ايضاً

غريب آبادي: تقرير لجنة تقصي الحقائق حول إيران يفتقر لأي مصداقية قانونية

طهران -سانا أكد أمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية كاظم غريب آبادي أن تقرير ما تسمى …