الشريط الإخباري

دير شبيغل: أردوغان يفقد سيطرته على تركيا مع تفشي الفساد في حكومته وتنامي الاحتجاجات المناهضة لها

برلين-سانا
أكدت مجلة دير شبيغل الألمانية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بدأ يفقد سيطرته على تركيا ومجريات الأمور فيها بعد فضائح الفساد الخطيرة التي هزت أركان حكومته وتزايد الغضب الشعبي والاحتجاجات المناهضة لها وبعد كارثة الانفجار الأخيرة في منجم سوما التي جاءت لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر أردوغان.
وفي مقال يسلط الضؤ على الفساد المستشري في حكومة أردوغان وارتباط اعضاء حكومته بقطاع التعدين رأت المجلة أن موجة الغضب العارمة التي اندلعت في تركيا تزايدت مع محاولات أردوغان الحثيثة قمع اصوات المعارضة وشن الحملات الامنية ضد المحتجين إلى جانب فضائح الفساد وتورط مسؤولين كبار في حكومة حزب العدالة والتنمية التركي فيها.
ولفتت المجلة الألمانية إلى تصاعد حدة التظاهرات الغاضبة في تركيا تنديدا بكارثة منجم التعدين التي وقعت مؤخرا واشتعال غضب أهالي من لقوا حتفهم وفقدوا جراء الحادث حيث قتل اكثر من 300 عامل ما اثار رد فعل شعبي قوي بسبب اهمال الحكومة التركية لسلامة العمال وعدم الاكتراث لمصيرهم كما انطلقت المظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة لتقابلها الشرطة التركية بالرصاص المطاطى والغاز المسيل للدموع.
واعتبرت المجلة أن ما حققته الحكومة التركية على مدى السنوات الماضية يأتي على حساب عامة الشعب فالنقابات العمالية والمعارضة على حد سواء تتهم الأجهزة الحكومية ومفتشي الصحة بإهمال واجباتهم لصالح مجتمع رجال الاعمال الذي لا يهمه كالعادة سوى تحقيق أكبر قدر من المكاسب والأرباح.
ووفقا للخبير التركي بمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لوند السويدية أوموت أوزكيريملي فإن كارثة المنجم “لا تشبه الأحداث التي شهدتها تركيا حتى الآن بما فيها احتجاجات جيزي العام الماضي وفضائح الفساد والعنف الذي تمارسه الشرطة التركية ضد المحتجين وذلك لا يرجع فقط إلى حجم هذه الكارثة بل
لارتباطها بفقدان الكثير من الاشخاص لحياتهم “.
وأضاف اوزكيريملي أن “أردوغان كان قد تمكن حتى الآن من إقناع جزء من الشعب التركي بأن ما يجري هو مجرد مؤامرة لإسقاط حكومته لكن فشل الحكومة التركية جاء واضحا تماما هذه المرة “.
وأشارت المجلة إلى أن العمال الذين ماتوا اختناقا في منجم سوما كانوا مجرد اناس عاديين يتعاطف معهم جميع سكان تركيا وقد أثارت هذه الكارثة غضب الجميع بمن فيهم المقربون من أردوغان من محللين وأعضاء بحزبه الحاكم الذين طالبوا بإقالة الوزراء المسؤولين ولاسيما وزير الطاقة والموارد الطبيعية تانر يلديز.
وقالت المجلة إن أردوغان تلقى اشارات تحذير سابقة جاء أولها من النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا أوزغور أوزيل الذي طالب قبل اسابيع قليلة بإرسال المزيد من المفتشين إلى مناجم التعدين وذلك بعد تلقيه شكاوى كثيرة من دائرته الإنتخابية بشأن افتقار المناجم ومن بينها سوما لمعايير السلامة لكن حزب العدالة والتنمية تجاهل هذه التحذيرات وكان ذلك قبل وقوع الكارثة بـ 13 يوما.
ولفتت المجلة إلى أنه وبالرغم من تأكيدات وزارة القوى العاملة التركية عدم وجود أي شيء غير عادي في منجم سوما إلا أن نقابات العمال أكدت فشل حكومة أردوغان واستشراء الفساد فيها نظرا للعلاقات الوطيدة التي تربط المسؤولين الاتراك في حزب أردوغان بقطاع التعدين.
وقالت المجلة إن أردوغان يترنح ويتخبط جراء هذه الأحداث وفي خطاب كارثي ألقاه مؤخرا حاول فيه التقليل من أهمية الكارثة في منجم سوما تحدث عن كوارث سابقة وقعت في القرن التاسع عشر في بريطانيا ما أثار سخرية المعلقين والمحللين الذين أكدوا أن حديث أردوغان بمثابة اعتراف شخصي بان تركيا عادت في ظل حكومته مئة سنة إلى الوراء.
وتعمل شرطة أردوغان على قمع المظاهرات الاحتجاجية التى خرجت للمطالبة باستقالة حكومة حزب العدالة والتنمية على خلفية مقتل مئات الأشخاص إثر الانفجار الذي وقع في منجم الفحم كما أثارت صورة ظهر فيها أحد مستشاري أردوغان ويدعى يوسف يركيل وهو يركل محتجا على علاقة بأحد ضحايا حادث المنجم غضبا وانتقادات واسعة وسط تزايد الاحتجاجات والاصوات المطالبة باستقالة حكومة حزب العدالة والتنمية.
وكان قادة الأحزاب الألمانية نددوا أمس بالزيارة التي ينوي أردوغان القيام بها السبت المقبل إلى كولونيا بألمانيا لعقد ما سمي بلقاء انتخابي فيها واجمعوا على وصفه بأنه فاقد للواقع ومتسبب بابعاد تركيا عن الديمقراطية نتيجة قيام حكومته بقمع المتظاهرين.