الشريط الإخباري

الغرب بين نارين..- صحيفة الثورة

مرة أخرى تعترف الادارة الأميركية من أعلى مواقعها وسلطاتها بالدور التركي الفريد في تمرير وتصدير الارهاب والارهابيين إلى سورية…

ثم ماذا..؟…‏

لا شيء… وفي أحسن الحالات، لاشيء يستحق الذكر. ولا يُتوقّع جديد من اجتماع مراجعة وضع الارهاب ودور التحالف الدولي لمكافحته الذي رفضته تركيا. هو الاجتماع الذي دعت إليه فرنسا وهي أفشل المشاركين في مكافحة الارهاب رغم أنها تعرضت لهجوم ارهابي.‏

لا يمكن توقع أي جديد يذكر من الاجتماع المشار إليه. ليس فقط لعقده في فرنسا، بل أينما عقد، وحضرته تركيا أم لم تحضره..؟! لتركيا مشروعها في استثمار الارهاب ولن تتخلى عنه بسهولة… وللغرب تذوقه الخاص لهذا الارهاب..؟! فهو – أي الغرب – رغم التحديات التي يستشعرها من تفشي حالة الارهاب في العالم، يسعده قتال الارهابيين لخصوم سياسيين في العالم، كقتالهم لسورية!!! وبالتالي يبدو موقفه من محاربة الارهاب في أحسن حالاته، موقف الداعم على مبدأ الاصطفاء، وليس المحارب المباشر للإرهاب. ويكاد يجمع العالم بما فيه قوى غربية كثيرة ومتعددة أن الدعم الذي يقدمه طيران التحالف للعراق في محاربة الارهاب شبه عديم الفائدة. وهو إلى ذلك مازال يرى أن قوة فعلية محاربة للإرهاب كالجيش السوري، غير قابل للتنسيق معه، فكيف بدعمه؟؟!!‏

الفرق بين محاربي الارهاب في سورية والعراق… والغرب، كالفرق بين من يأكل العصي ومن يعدها.. رغم أن الارهاب قد يكون واعداً للغرب بجولات، فإن وقعت – لا نرجو ذلك – سيكون للغرب موقفاً آخر من الارهاب ومن محاربته ومن تركيا تحديداً. ليس لأن تركيا أهم داعمي الارهاب في العالم وحسب… بل لأنها، وبحكم هذا الدعم، الأقدر لكبح جماحه وقطع شرايين الحياة عنه، ابتداء من تسهيل عبور الارهابيين ومروراً بمدهم بالسلاح وما يحتاجونه وانتهاء بتسويق ما يسرقونه وينهبونه من مقدرات الدول العالقة في شراكه ولاسيما سورية والعراق حيث موقع نشاطه الرئيس في المرحلة الراهنة.‏

ليس الغرب وحده الذي يعرف حقيقة الدور التركي والقطري أيضاً، بل كل المتابعين لما يجري على هذا الصعيد، وكل شعوب المنطقة ومنها الشعب التركي. في تركيا اليوم يواجه أردوغان والعدالة والتنمية على مشارف الانتخابات التشريعية القادمة انفضاح حقيقة الدور الذي لعبوه في تمرير الارهابيين إلى سورية. ورغم أننا لا نتوقع فشلاً ماحقاً للعدالة والتنمية في انتخابات الشهر الجاري، فإنه من الواضح لنا أن الموقف الأردوغاني من سورية أهم المؤثرات السلبية على نتائجه في هذه الانتخابات.‏

عبر التاريخ ترافق توتر العلاقات التركية مع سورية بتململ في الشارع التركي، منذ عدنان مندريس الذي انتهى بالجنون ومروراً بمسعود يلماظ واليوم مع أردوغان وغيرهم.‏

أسعد عبود

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …