الشريط الإخباري

نحو غد أفضل فعالية طلابية واسعة لإرشاد ذوي الاحتياجات الخاصة

اللاذقية-سانا

بهدف دمج أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم تربويا واجتماعيا ونفسيا ليكونوا فاعلين في أسرهم ومجتمعهم أقام طلبة قسم الإرشاد النفسي في كلية التربية بجامعة تشرين فعالية واسعة بعنوان نحو غد أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة حيث تضمنت الفعالية التي أقيمت على مدرج كلية العلوم نشاطات مسرحية وغنائية وموسيقية متنوعة سلطت في مجملها الضوء على البيئة الاجتماعية لهذه الشريحة الواسعة وطرق الاهتمام والرعاية الصحية بها من قبل الأهل والجمعيات الأهلية المتخصصة.

وتضمنت الفعالية عملا مسرحيا بعنوان معاناة أطفال متلازمة داون أداه سبعة ممثلين شباب عرضوا مسيرة حياة طفل المتلازمة منذ الولادة وصعوبة تقبل الأهل له والصدمة التي تعقب اكتشافهم لإعاقة طفلهم بالإضافة إلى المشاكل التي ترافقه في محيطه الاجتماعي وفي الحياة والمجتمع.

وبالحديث عن التدريبات التي قام بها الطلبة الشباب أوضح محمد الخلف مخرج ومؤلف العمل أن التدريب على الفعالية بدأ منذ بداية العام الدراسي حيث كان الهدف إنسانيا بالدرجة الأولى وخاصة أن بعض المشاركين لديهم أخوة من ذوي الاحتياجات الخاصة والبعض الآخر متطوع في جمعيات أهلية تعنى بهذا الشأن وبالتالي فإن العمل يقدم معالجة لعدد من الحالات التي تمس شريحة واسعة من المجتمع.1

وبين الخلف أن التدريب على العمل كان يتم غالبا عقب انتهاء المحاضرات الدراسية وفي أيام العطل الأسبوعية في أجواء تسودها الألفة والانسجام الذي تميز به المشاركون في العمل موضحا أنه تم تقديم عدة عروض مسرحية سابقة ضمن قسم الإرشاد النفسي إلا أن هذه العروض كانت بمثابة وسائل تعليمية هدفها إيصال الفكرة إلى الحضور بأبسط صورة ممكنة.

بدورها أشارت الطالبة مايا سليم أبو خضر وهي أحدى الممثلات في العرض أن العمل تميز ببساطته واقترابه من المشاهد عبر تقديم مجموعة من المعلومات ذات الصلة بمتلازمة داون ودرجة حساسية المصاب وضرورة احاطته بالحب والرعاية والحنان لكي يتمكن من تجاوز اعاقته وربما الابداع في المجالات العلمية أو الفنية وبالتالي فإن هدف العمل هو تكريس ثقافة رعاية هذه الحالات وسبل التعامل الإيجابي معها.

ونفذ الطلبة خلال الفعالية ورشة دعم نفسي لـ 16 من الأطفال المتضررين الوافدين من المحافظات الاخرى تضمنت حسب أبو خضر نشاطات ترفيهية وتعليمية تحض على رفع الروح المعنوية لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تقديم عدة أفكار وطروحات ومناقشات تم خلالها العمل على إيجاد حلول منطقية مناسبة.

وقدمت مجموعة من أطفال جمعية الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة عروضا غنائية وراقصة بعد تدريبهم من قبل الطلبة مؤكدين بذلك قدرتهم على الإندماج والإبداع في أكثر من مجال فني في حال تلقوا الرعاية المناسبة.

كذلك تم تقديم عمل فني بعنوان مختلفون و ليسوا متخلفون حيث أوضحت الطالبة دعاء عدرا المشرفة على العرض المسرحي أنها قامت منذ بداية العام الدراسي وبمساعدة زملائها بتدريب سبعة أطفال من الجمعية لتقديم العروض والفقرات المسرحية حيث واجهتم في البداية عدة صعوبات كون الأطفال يعانون من إعاقات مختلفة لكل منها صعوبات تعلم خاصة بها إلا أن الطلبة تمكنوا من التعامل معها ليؤكدوا قدرة الطفل المعاق على الإبداع إذا تم تأهيله بشكل جيد.

واختتمت الفعالية بلوحة للشاب كابي صهيوني والذي يعاني من إعاقة بصرية وحركية إلا أن إعاقته لم تمنعه من الإبداع في مجال الموسيقا ليصبح لاحقا مدربا على عدد من الآلات الموسيقية حيث تحدث صهيوني عن تجريته وكيفية تغلبه على الإعاقة بفضل رعاية ومحبة المحيطين به بالإضافة إلى إرادته وقوة عزيمته وتصميمه على تحقيق النجاح والتميز رغم وضعه الخاص.

في السياق نفسه ذكرت الدكتورة ندى الساحلي من قسم الإرشاد النفسي في كلية التربية والمشرفة العامة على العروض أن طلاب السنة الرابعة في القسم تمكنوا من أداء عمل متقن لجهة تدريب هذه المجموعة من أطفال الشلل الدماغي ومتلازمة داون وصولا بهم إلى الوقوف على المسرح وتقديم عدد كبير من الفقرات الفنية والمسرحية وهو ما يعرف بالإرشاد الجمعي لذوي الاحتياجات الخاصة ممن يمكن إخراج قدراتهم المتميزة إذا ما تم التعاطي معهم بطرق علمية واجتماعية سليمة.

بدورها بينت رغداء عيسى رئيسة جمعية الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة أن الهدف الأساسي من هذه الفعالية الواسعة هو دمج الطفل في المجتمع وتأهيله تربويا واجتماعيا ونفسيا ليكون فاعلا في أسرته ومجتمعه من خلال مجموعة برامج تربوية تقام وفقا لمقاييس عالمية.

وأشارت عيسى إلى أن “هناك اتفاقية تعاون بين الجمعية والجامعة يتم خلالها تقديم مساعدة دورية من قبل مختصين من كليات متعددة ذات صلة كطب الأسنان والهندسة التطبيقية وكلية التربية والعلاج الفيزيائي وغيرها حيث يقام هذا التعاون لأهداف تشاركية تحث على نشر ثقافة التطوع وإيجاد شركاء مؤهلين من المجتمع الأهلي والقطاع الحكومي”.

بشرى سليمان – نعمى علي