الشريط الإخباري

الدكتور ناصر الدين الأسد يرحل تاركا نحو90 مؤلفا في اللغة والتراث والفكر

دمشق-سانا

يمثل غياب علامة ومفكر بحجم الدكتور ناصر الدين الأسد خسارة كبيرة للفكر العربي المعاصر ولاسيما للغة العربية والتي كان دائما بمثابة حارس أمين لها ذاد عن حياضها من محاولات التغريب والتشويه ليحمل بحق لقب رجل الأوائل لتفوقه في ميادين الفكر التي خاضها.

ويحمل المفكر ناصر الدين الذي توفي قبل أيام ذكريات طيبة في أذهان المثقفين السوريين ولو كان عاش كل سنوات عمره في الأردن فإنه سوري الأصل جاء والده من حماة وسكن العقبة جنوب الأردن فضلا عن كونه عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق.

وعن الراحل قال الدكتور علي القيم رئيس تحرير مجلة المعرفة السورية “لقد شكل رحيل العلامة والمفكر الأديب والمؤرخ والناقد ناصر الدين الأسد خسارة للفكر والمعرفة ولرائد من رواد النهضة الثقافية في الوطن العربي وكان فخرا لنا أن يكون من أصول سورية مضيفا تجمعني به معرفة شخصية حيث التقيته أكثر من مرة بدمشق”.

وأضاف القيم أثرى ناصر الدين على مدى اكثر من 60 عاما المكتبة العربية بنتاجات أدبية وفكرية غاية في الأهمية فهو صاحب كتاب مصادر الشعر الجاهلي وغيره من الكتب الغنية منوها بأن كتابه يقظة العرب الذي شارك بترجمته عن الأنكليزية يدرس في أكثر من جامعة ومنها قسم التاريخ بكلية الأداب بجامعة دمشق.

وأشار القيم إلى أن الراحل كان إلى جانب المفكرين محمود السمرة وحسان عباس وقسطنطين زريق وذوقان قرقوط والأخير رحل عن عالمنا منذ أيام أيضا وكانوا من الذين شكلوا قمة من قمم الأدب والنقد والتاريخ والفلسفة معتبرا أن ناصر الدين قامة كبيرة لعب دورا محوريا في تأسيس الكثير من الاكاديميات والوزارات والهيئات العلمية في أكثر من دولة عربية.

ووصف الراحل بأنه كان يجمع بين حسن الإدارة والرؤية والفكر والأدب وله اجتهاداته المعروفة على صعيد اللغة والتاريخ والعمل العربي المشترك فهو مفكر قومي بكل معنى الكلمة وتبقى مؤلفاته وانجازاته الكثيرة في مجالات متعددة خير شاهد على عظمة عطاءات هذا الإنسان الذي شكل رحيله خسارة كبيرة لنا جميعا.

يشار إلى أن العلامة ناصر الدين الأسد ولد في مدينة العقبة الأردنية عام 1922 لأب أردني من أصل سوري وأم لبنانية وكان والده أحد الذين خاضوا الثورة العربية الكبرى مع الشريف حسين بدأ بقرض الشعر مبكرا وأسس مع عدد من رفاقه مشروعا ثقافيا أسماه الندوة الأدبية حصل على الإجازة في الأدب العربي من
جامعة القاهرة بدرجة الشرف وعلى الماجستير في الأدب العربي ثم الدكتوراه من ذات الجامعة.

في عام 1959 عهد إليه بتأسيس كلية الآداب في الجامعة الليبية كما تم تكليفه بتأسيس الجامعة الأردنية كما عمل مديرا عاما للشؤون الثقافية في المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة بالجامعة العربية ووزيرا للتعليم العالي في الأردن وكان عضوا في المجامع اللغوية والمجالس العلمية في سورية ومصر والأردن والمغرب والهند والصين.

والراحل حاصل على أكثر من جائزة أبرزها جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي وجائزة سلطان العويس الثقافية وجائزة الدولة التقديرية في الاداب من الأردن وجائزة الخوارزمي العالمية من إيران وجائزة باشراحيل التقديرية وجائزة نجيب محفوظ وله نحو 90 مؤلفا منها مصادر الشعر الجاهلي وهو الرسالة التي نال بها الدكتوراه وجاءت ردا على كتاب استاذه طه حسين الشهير في الشعر الجاهلي و كتاب الاتجاهات الأدبية الحديثة في فلسطين والأردن ونحن والآخر..صراع وحوار ونحن والعصر..مفاهيم ومصطلحات إسلامية ونشأة الشعر الجاهلي وتطوره وغيرها في النقد والأدب واللغة والتاريخ والدراسات الإسلامية.

إيناس سفان