الشريط الإخباري

معرض زجاج مكسر2 لـ لوسي موسان..حالةإبداعية بأبعاد وطنية

اللاذقية-سانا

أكثر من أربع عشرة لوحة متنوعة قدمها معرض زجاج مكسر للفنانة الشابة لوسي موسان في نسخته الثانية التي اعتمدت على الزجاج كنقطة تحول تقنية في مشروع فني متميز اختارت له صاحبته محورا وطنيا خالصا لجهة الموضوعات المطروحة دون أن تغيب عن أي من أعماله الإبداعية تلك السمات الأنثوية الرقيقة في تفاصيل المنجز الفني والذي أتى هذه المرة أكثر تنوعا وتطورا من الناحيتين الفنية والتقنية.2

“كل لوحة هي حكاية بحد ذاتها” هكذا وصفت موسان نتاجها الفني في حديث لنشرة سانا الشبابية لافتة إلى أنها سعت من خلال هذا المعرض إلى الاحتفاء بالإنسان السوري المقاوم والقادر على لملمة جراحه وإبراز صورته الحضارية البراقة والأمر نفسه بالنسبة للجيش العربي السوري الذي احتل مكانة بارزة في لوحاتها سواء عبر تجسيد الجندي المقاتل أو شعار الجيش أو من خلال كتابة عبارات خاصة تدعم البطولات التي يقدمها الجندي الباسل وترددها الألسنة في كل بقعة من سورية.

وأشارت موسان إلى أنها المرة الأولى التي تستثمر فيها الخط العربي ضمن لوحاتها التي اعتمدت في بعضها على الساتان كمادة مساعدة في إتمام تفاصيل اللوحة موضحة أنها اتخذت من اللون الأسود خلفية عامة لمعظم اللوحات لإبراز التضاد بينه وبين البريق اللامع للزجاج المهشم ما ساعد على إبراز الأفكار المختلفة.

من الناحية التقنية تقوم الفنانة الشابة بتكسير الزجاج بالطريقة التي تناسب موضوع اللوحة وقالت “أهشم قطع الزجاج على شكل مثلثات ومربعات صغيرة ويعتبر قلم الألماسة الأداة الوحيدة التي تساعدني في تنفيذ العمل إلى جانب القلم الذي أرسم به بعض الأفكار لألصق الزجاج داخل مساحة الخطوط وأحيانا أقوم بالتنفيذ مباشرة دون رسم حسب صعوبة اللوحة ودقتها حيث تعمدت أن أجسد سورية جغرافيا كخريطة واحدة موحدة في عدد من اللوحات في إشارة إلى وحدتنا كسوريين نقف معا في مواجهة الدول التي تآمرت علينا”.

من ناحيته أكد الفنان شادي نصير وجود نقلة حقيقية في الحالة الإبداعية لدى الفنانة التي تفوقت على نفسها في هذا الجزء من سلسلة زجاج مكسر لافتا إلى تميزها في إبراز كتلة الزجاج وتحويلها من حالة مخيفة إلى حالة تراقص الغيوم كما لو أنها ريشة ناعمة تشفي بأناملها جراح سورية لتزهر نورا وإبداعا.3

وقال “تعتبر موسان الفنانة الأولى في سورية التي تعتمد على أجزاء الزجاج لخلق حالة إبداعية تنقلنا من حالة الألم نحو فضاءات الفرح والحلم فهي تجربة بحاجة للمزيد من البحث في تشكيل المادة المعمول بها لتتحول مع الوقت لحالة إبداعية مختلفة تغني المعارض القادمة”.

أما التشكيلي أشرف راهب فقد أشار إلى الناحية التنظيمية المميزة للمعرض والتطور اللافت في تقنيات اللوحات التي يظهر فيها أسلوب احترافي يتبلور في الأعمال التركيبية.

وتابع قائلا.. تظهر في اللوحات رسالتان الأولى للحرب والثانية للإنسان ويمكن أن تنهض موسان بتجربتها بشكل أعمق مستقبلا عبر إنجاز لوحات ثلاثية الأبعاد وأعمال أكثر ضخامة من ناحية الحجم ولا بد من الإشارة إلى اعتماد الفنانة موسان على مواد متميزة لإكمال عناصر اللوحة كالقماش والساتان الأمر الذي شكل قيمة مضافة لعدد من لوحات المعرض.

الأمر الذي أكد عليه الفنان الشاب يوسف الحايك موضحا أن هذه التجربة هي إضافة مهمة للحراك الفني والاجتماعي الذي يقوم به الشباب في محافظة اللاذقية ليعبروا عن إبداعهم وروحهم التواقة للحياة.

وأضاف .. لا بد أن تأخذ هذه التجربة حقها من العرض بشكل أفضل لتصل لأوسع شريحة ممكنة من المهتمين لأنها ترسم الخطوات الأولى لحالة إبداعية فريدة تمثل قضيتنا كسوريين مفعمين بالأمل والوطنية والتوق للانتصار.

يشار إلى أن ريع المعرض يعود لجرحى الجيش العربي السوري حيث سيتم تركيب أطراف اصطناعية لاثنين من الجرحى الذين فقدوا أطرافهم في معارك الدفاع عن الوطن.

ياسمين كروم