الشريط الإخباري

ملحمة جسر الشغور..أبطال يكتبون التاريخ- بقلم أحمد ضوا

على طول الحرب الإرهابية العالمية على سورية التي قطعت النصف الأول من عامها الخامس، قدّم الجيش العربي السوري والقوات المسلحة دروساً لم ولن تُمحى في البطولة والشجاعة والمروءة والإنسانية والأخلاق والدفاع عن الوطن، وتقوم مراكز عسكرية وأمنية غربية بدراستها وتحليلها للوقوف على ماهيّتها ما يعزّز ثقتنا بقدرته على النصر عاماً بعد آخر.‏

لم تبقَ بقعة من الأرض السورية إلا سجّل عليها أبطال جيشنا قصصاً من البطولات والفداء في مواجهة مؤسسات عسكرية وأمنية إقليمية ودولية تقف خلف تنظيمات إرهابية مدرّبة على جميع أنواع القتال ومجهّزة بأحدث الأسلحة فشلت وعجزت عن إرهاب قلوب أبطال كانوا رجالاً في كل المعارك على ساحة الوطن.‏

بالأمس سطّرت ثلّة من أبطال هذا الجيش ملحمةً بطوليةً امتدت شهراً كاملاً واجهت فيها أشرس الانتحاريين، وحوّلت محيط مشفى جسر الشغور إلى مقبرة لهم، واستطاعت بعقيدتها التي لا تعرف الهزيمة والخوف أن تفك الحصار عنها حاملة جرحاها وشهداءها على أكتافها ومعهم عدد من العاملين بالمشفى محقّقة مرادها تاركة الخزي والعار لأولئك الذين حاولوا تفجير المشفى عبر الأنفاق.‏

إن النجاح العسكري البطولي لأشاوس حامية مشفى جسر الشغور في هذا الوقت هو إنجاز مزدوج النتائج، فمن جهة أضرم النار في صفوف التنظيمات الإرهابية وأطاح من جهة أخرى بالحملات الدعائية الهادفة إلى النيل من ثبات وتماسك الجيش في وقت كانت تتحضّر فيه وسائل إعلام الإرهاب لقصة كذب وفبركة جديدة.‏

وكما كان السوريون واثقين بحاميتي مشفى الكندي وسجن حلب المركزي وغيرهم كثر، كانوا متأكدين من أن حامية مشفى جسر الشغور ستجد الطريق كما وجدت أساليب الصمود، فهذا الجيش من هذا الشعب الواثق بقدرة جيشه البطل على الصمود والانتصار.‏

كلمات أبطال جسر الشغور المفعمة بالقوة والثبات والشرف والتضحية تُلخّص حقيقة هذا الجيش الذي وضع نصب عينيه شعاره «وطن شرف إخلاص» وانطلق للدفاع عن سورية مقدّماً التضحيات الجِسام مرمماً كل الثغرات لا تكسره هنات ولا تغرّه انتصارات مؤمن بقضيته ووطنه وعينه على كل حبة تراب سورية وهدفه النصر الحتمي.‏

هذا الجيش الذي يكرّس أبطاله حياتهم لننعم بالأمن والاستقرار والطمأنينة، يقدّم أيضاً دروساً في ولائه لشعبه وقيادته، فكل فرد فيه له ما لكل مواطن سوري، وكل عائلة من أفراده لها مثل أي عائلة سورية أخرى، وهذا لا نجده في أي جيوش أخرى في العالم.‏

وأمام انتصارات جيشنا البطل وتضحياته، يجب على أبناء سورية مضاعفة الدعم وتقديم الغالي والنفيس في سبيل تعزيز منعته وقوته، ورغم مبادرة السوريين كل في مساره لردّ شيء من الدين لهؤلاء الأبطال منذ بداية الأزمة إلا أن هذه المرحلة التي ترسم فيها الانتصارات المستقبل تقتضي من جميع أبناء الوطن دون استثناء التقدّم للمساهمة في الدفاع عن الوطن كل في مكانه، وخير مكان لشباب الوطن صفوف الجيش العربي السوري.‏

ومن واجب مؤسسات الدولة وعلى رأسها الحكومة التي لا تقصّر في إيلائها الاهتمام اللازم لمؤسسة الجيش وعائلاته البحث عن سبل إضافية «مادية ومعنوية وعسكرية» وهي غير عاجزة عن ذلك، فحماة الوطن يستحقون ولهم الأولوية وبسواعدهم سنحتفل بالنصر.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

مشروع رائد بخبرات وطنية يدعم منظومة الكهرباء لإنتاج 60 ميغا واط من الطاقة الكهروشمسية في حسياء

حمص-سانا بأياد وخبرات وطنية تم على ارض المدينة الصناعية في حسياء وضع أول مرحلة لإنتاج …