الشريط الإخباري

مبادرة التمريض التعاطفي.. مشروع جديد لتمكين الشباب العامل في القطاع الصحي

اللاذقية-سانا

تعمل مبادرة التمريض التعاطفي التي تتبناها مديرية الصحة في محافظة اللاذقية بالتعاون مع مركز الأعمال والمؤسسات السوري على تنمية المهارات والقدرات الموجودة لدى العاملين في القطاع الصحي من خلال برنامج تدريبي يتضمن عدة محاور نظرية وعملية تهتم بتحسين الخدمة الطبية المقدمة من قبل هذه الشريحة التي تتعرض للكثير من الضغوط اليومية لاسيما خلال الأزمة الراهنة حيث تزايد ضغط الحالات الإسعافية التي يتم التعامل معها يوميا ضمن المشافي والنقاط الطبية المختلفة.2

وتتضمن الأهداف الأخرى كما شرحت المهندسة بشرى سعد مؤسسة المبادرة تمكين العاملين في المجال الصحي من أداء مهمتهم الإنسانية عبر بناء قدرات التواصل مع مرضاهم بشكل إيجابي وفعال والتأكيد على هوية العاملين في القطاع الصحي وامتلاكهم زمام المبادرة للتغيير الإيجابي الفعال بالإضافة إلى امتلاكهم طاقة إيجابية لتأدية رسالتهم بشكل لائق يضمن احترام المريض والحفاظ على كرامته مشيرة إلى أن استدامة الخدمة هي أبرز الأهداف المنشودة حيث يتوجب تقديم هذه الخدمة للمريض بطريقة متعاطفة مع وضعه الصحي بعيدا عن الواجب بحيث يتم الوصول إلى المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية الخاصة بهذا المجال.

وتمتد المبادرة على مدى عدة أشهر لتشمل أكثر من 100 ممرض وممرضة من مختلف القطاعات الصحية العامة والخاصة بحيث يتم فيما بعد إجراء مسح تقييمي لمعرفة الأثر الذي حققته الخطوات العملية على أرض الواقع حيث تؤكد المهندسة سعد أن تقييم الأثر سيقاس ضمن أماكن عمل المتدربين لمعرفة التقدم الحقيقي الحاصل في طريقة تعاطيهم مع الحالات الإسعافية وتسجيل ملاحظاتهم حول التطبيق العملي للمعلومات النظرية التي تلقوها.

وقالت.. “اعتمدنا على ثلاثة محاور تساعد المتدربين على اكتشاف الذات وتقوية نقاط القوة لديهم وهي النصر الذاتي واستراتيجيات التغيير على الصعيد الشخصي والمساعدة المسؤولة وهي استراتيجيات داعمة لمفاهيم متعددة كامتلاك روح المبادرة وقواعد التغيير في الحياة وتقبل الآخر بالإضافة إلى استراتيجيات التكيف وإدارة الضغوط والتي سيقوم أعضاء المبادرة بتلقينها للمتدربين بمعدل عشر ساعات توزع على مدى يومين”.

ويتم التخطيط في مراحل متقدمة للتنسيق مع جهات أخرى لتدريب طلاب التمريض وطلاب كلية الطب البشري والمجموعات التطوعية التي يهمها اكتساب خبرات في هذا المجال فالمبادرة تضيء على حاجات المريض الجسدية والنفسية بطريقة جديدة بحيث يحصل على الإسعاف النفسي الأولي إلى جانب الإسعاف الجسدي وهي معارف لا يكتسبها المتدربون عادة ضمن الدورات التدريبية الدورية التي يتلقونها.

كذلك وبعد ورشتين من الآن سيصار إلى إجراء محاضرة شاملة تتم دعوة المتدربين ووسائل الإعلام والمراكز المهتمة إليها حيث أوضحت سعد أن هذه الخطوة تفيد في قياس أثر المبادرة التي حققت انتشارا ملحوظا عبر موقعها على شبكات التواصل الاجتماعي وتلقت العديد من الرسائل من طلبة ومتطوعين راغبين بالتسجيل ضمن ورشاتها التي تستوعب في كل مرة حوالي عشرين متدربا ومتدربة منوهة بأن جميع الكوادر الطبية والصحية حول العالم تهتم بإدراج هذا النوع من تدريبات التنمية البشرية ضمن الحقيبة التدريبية الخاصة بكوادرها التمريضية وهو ما يتطلب تعميمه في سورية خاصة في الظروف الحالية.

من جهتها تحدثت المدربة منار عبود عن المهام الموكلة إليها ضمن المبادرة والتي تتلخص بالتدريب العملي على ما تم التعريف به نظريا من خلال عدة أنشطة ومهارات تنفذ باسلوب تفاعلي يحقق الأثر المطلوب في نفوس وعقول المتدربين فالمبادرة على حد تعبيرها هي جزء من منظومة عمل القطاعات الصحية لرفدها بمهارات الدعم والإسعاف النفسي والاجتماعي ولاسيما أن جميع المشرفين على تطبيق المبادرة قد خضعوا لدورات متخصصة في هذه المجالات وهم يعملون بدورهم على نقل معارفهم للغير.

وأشارت إلى أنها ركزت من خلال الأنشطة على موضوع تحليل منظومات العمل المترابط حيث أن خللا بسيطا يمكن أن يؤدي لخلل المنظومة بالكامل بالإضافة إلى التعريف باهمية التواصل والاستماع الفعال وغيرها من المحاور التي كثفناها بشكل كبير لنستطيع إعطاءها خلال يومين وتحقيق لفائدة المرجوة منها.

بدورها أكدت الممرضة سوسن منصورة أهمية تكرار مثل هذه المبادرات التي تعرف الكادر التمريضي بعلوم جديدة يمكن لها أن تشكل أثرا أكثر فعالية في العمل مشيرة إلى أنها قضت أكثر من ثلاثين عاما في الخدمة الطبية ومع ذلك فإنها تشعر بدوام الحاجة إلى تطوير مهاراتها ومعارفها لاسيما في المجال النفسي الذي يعد حاجة للجميع من مرضى ومسعفين بهدف الاستثمار الأمثل للطاقات الطبية ووضعها في أطر فعالة تماما.

ياسمين كروم