الشريط الإخباري

“مسير النهر الأسود” في مشقيتا.. مغامرة بيئية نادرة

اللاذقية -سانا

تميز مسير النهر الأسود الذي نفذته الجمعية الوطنية السورية لانماء السياحة في سورية يوم الجمعة الماضي باحتوائه العديد من النشاطات والمغامرات التي تصنف بدرجات عالية الصعوبة ولاسيما تسلق الجبال وسير المشاركين لأكثر من ثمانين بالمئة من خط السير ضمن النهر وهو امر يجربه بعضهم للمرة الأولى مما استلزم حرصا كبيرا من ادارة الجمعية لتحقيق شروط الامان للوصول لنهاية المسير دون أضرار تذكر.2

بداية المسير كانت من قرية الزهراء في منطقة “مشقيتا” حيث سار المغامرون مسافة قصيرة بين الأراضي الزراعية والإحراج للوصول الى المشهد الاول عند موقع الشلال وتم هناك إعطاء تعليمات المسير وقام المشاركون بالتعرف على بيئة المسير وشروطه ليبدؤوا رحلتهم في المجرى المائي ضمن مجموعتين أنقسم المشاركون الثلاثون ضمنهما بقيادة مشرفين محترفين.

ساد المسير جو من الحيوية والحماس والتحدي تقول رئيسة الجمعية سحر حميشة في حديثها لنشرة سانا سياحة ومجتمع مشيرة إلى المراحل الصعبة التي قطعها المشاركون من معاندة المياه والخوض فيها الى اعماق متوسطة واضطرارهم أحيانا إلى السباحة ليصلوا الى المشهد الثاني عند التشكيل الصخري المميز حيث أخذوا استراحة قصيرة واستأنفوا مسيرهم ضمن المجرى المائي حتى النهاية ليصل مجموع المسافة المقطوعة لنحو الأربع كيلومترات.3

وتضيف حميشة إنه “تم خلال المسير مراعاة تعاليم السلامة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي طارئ اسعافي ينشأ من السير على الصخور المبللة وخوض عباب النهر منوهة بالتزام المشاركين بالتعليمات ماجنبهم الكثير من المفاجئات السيئة التي يمكن ان تحصل في مثل هذه المسر”.

وسمي النهر الأسود بهذا الاسم نسبة للتكوينات الصخرية والتربة السوداء الموجودة في حوضه ويتميز بجمال الطبيعة المحيطة به ووجود ظواهر جديدة على المشاركين كالأوراق الخضراء المنبثقة من داخل الصخور وانتشار خلايا النحل هنا وهناك إضافة إلى تنوع الغطاء النباتي ونقاء الهواء الذي ساهم بشكل كبير بتوحد المشتركين مع الطبيعة وانشغال ذهنهم بشكل كبير بكيفية قطع مجرى النهر.

وتابعت رئيسة الجمعية إن “الجزء الاهم كان عندما وصلنا إلى المناطق الجبلية القاسية فاضطرينا لاستعمال الحبال” لافتة إلى أن الإدارة استعانت بمعدات بسيطة نسبيا لتجاوز هذا القسم لكن خبرة المشرفين ساهمت إلى حد كبير باضفاء جو جديد على هذا المسير الذي تضمن أيضا قطع بحيرة مشقيتا بواسطة زورق للوصول إلى جزيرة المرج الأخضر التي تعد رمزا للطبيعة البكر الغنية بالغطاء الطبيعي من اعشاب برية ولاسيما الطبية منها.4

بدوره أوضح قائد المسير عماد حلوم أن المشرفين على المسير تركوا للمشاركين حرية التحرك في مناطق كثيرة ضمن المسير المائي الذي اضطروا احيانا للسير على جوانبه نظرا لوجود اعماق يصعب عليهم تجاوزها مع اعطائهم التحذيرات المطلوبة وحصلت بعض الانزلاقات اثناء المشي على الصخور لكنها كانت حوادث بسيطة تداركها المشاركون الذين استمتعوا بتفصيل تسلق المرتفع الجبلي بشكل كبير ولاسيما وانه نشاط ينفذ للمرة الأولى ضمن الجمعية وتطلب حذرا كبيرا لاكتساب الثقة المطلوبة من المشاركين.

وأشار حلوم إلى أن الفريق المشرف على المسير قام بزيارة استطلاعية لتحديد خطوات النشاط واقسامه واستكشاف المنطقة ودراستها بشكل جيد مع الزام المشتركين بالحفاظ على البيئة وعدم العبث بها أثناء اكتشافها والتعرف عليها.

ويرى حلوم أن تحديد عدد المشاركين هو أمر إيجابي نظرا للحالة الاجتماعية الإيجابية التي تسود الاجواء وتنتهي بصداقات جيدة بين الجميع.

ويضيف قائد المسير “سنقوم بتكرار تجربة مسير النهر الأسود يوم الجمعة القادم وسنتيح المجال لعدد اكبر من المشاركين لخوض المغامرة الأمر الذي يتطلب تحضيرات مضاعفة وزيادة عدد المشرفين فمن واجبنا كجمعية الترويج لهذا النوع من الانشطة البيئية التي تفيد في الاضاءة على طبيعتنا الجميلة ولاسيما جزيرة المرج الأخضر التي تمتلك كل المقومات السياحية التي يجب أن تستثمر بحيث يحصل تناغم ما بين الطبيعة وتدخل اليد البشرية بما يخدم المشهد الجمالي للمكان”.

ياسمين كروم