الشريط الإخباري

لماذا يستمر العدوان على سورية واليمن؟-صحيفة تشرين

يبدو أن التصريحات السعودية عن توقف عدوان «عاصفة الحزم» لم تكن إلا للاستهلاك الإعلامي، ذلك لأن الطائرات السعودية والإسرائيلية والخليجية لا تزال تقصف كل شيء في اليمن بما في ذلك الأحياء المدنية…

لقد ساهمت «عاصفة الحزم» بتدمير بعض ما يمتلكه الجيش اليمني من سلاح كان يحارب به تنظيم القاعدة، كما ساهمت في تدمير المئات من مراكز البنى التحتية لتعيد الشعب اليمني الفقير إلى الخلف ولتزيد فقره وقهره ومعاناته…

ولتدمر ما تبقى من مقومات الدولة التي يحافظ عليها الجيش اليمني وأنصار الله… كما أن الغارات السعودية الإسرائيلية باتت بعد الإعلان عن توقفها أكثر إجراماً، بحق الأطفال والشيوخ والنساء وبحق المنشآت المدنية… حيث استهدفت مطار عدن الدولي، وبعض المرافئ اليمنية تحت ذرائع متعددة لتحقيق هدف بات معروفاً… وهو تدمير مقومات الدولة ومن ثم صب الزيت على الصراع بين مكونات الشعب اليمني.. تماماً كما يجري الآن في ليبيا وفي معظم دول ما يسمى «الربيع العربي»..

إن المستفيد الوحيد من كل ما يجري في المنطقة هو تنظيم القاعدة والتنظيمات المتفرعة عنه وبتسمياتها المختلفة…

إن آل سعود الذين يحفل تاريخهم بالتآمر ضد العروبة والإسلام يتابعون تآمرهم ضد سورية كما ضد اليمن والعراق وليبيا وما فعله الإرهابيون في اجتياحهم لإدلب وجسر الشغور استند بشكل أساس إلى المال السعودي والسلاح الأمريكي التركي..

إن من يمارس العدوان على سورية وعلى اليمن، وعلى غيرهما يتوهم أنه قادر على قهر الحق وعلى هزيمة إرادة الشعوب، بالتحالف مع الإرهاب، لكن الوقائع تثبت العكس تماماً، وتثبت أن أي تقدم للإرهابيين في أي مكان، هو تقدّم مؤقت، لأن شعوب المنطقة خبرت جرائم هذا الإرهاب وجرائم داعميه، وتوصلت إلى قناعة أكيدة بأنه لا يمكن التعايش معه في أي مكان من هذا العام.

إن مواجهة الإرهاب ومواجهة داعميه، باتت مسؤولية دولية وإلا فإن خطره سيتوسع ليصل إلى كل من يظن أنه من مأمن منه ولن يوفر داعميه في المرحلة القادمة..

للأسف لا تزال الإدارة الأمريكية تسير في الاتجاه المعاكس للرغبة الدولية في محاربة الإرهاب، ولا تزال تتظاهر بمحاربتها للإرهاب، بينما تدعمه من تحت الطاولة، وبالتنسيق مع حلفائها، وهذا ما يجعل اجتثاث الإرهاب مسألة صعبة لكنها ليست مستحيلة.. طال الزمن أم قصر.

بقلم: محي الدين المحمد

انظر ايضاً

استثمار أوروبي بمعاناة السوريين- بقلم: محي الدين المحمد

منذ سنوات والدولة السورية ومعها الأصدقاء والحلفاء، يحاولون بكل ما لديهم من إمكانات إعادة اللاجئين …