S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
في مجموعة من فصول العشق والرماد الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والتي تقع في 175 صفحة للشاعر محمد الفهد تباينت المواضيع والمعاني واختلفت الرؤى بسبب قلق داخلي يعيشه الشاعر مما دفعه للاضطراب حيث ظهرت تلك الحالة على أنماطه الشعرية وتجلت واضحة على حساب العاطفة .
كما اختلفت مستويات النصوص الشعرية لدى الشاعر في كتاباته وحسب الاستطراد والتكلف في استعارة الدلالات التي أراد أن يكني بها عن معانيه ومكنوناته إلا أنها انشطرت بين نجاح وانهزام في ظل غياب العاطفة كقوله في قصيدة “سوق النخاسين”.. مع ضوء صباح العطلة .. احمل شوقي للسوق .. فاطلق من روحي طير الرغبة .. أن اسمع صوت رنين البعث .. يدخل في مطرقة تلعب فوق نحاس .. يتمنى أن يتجسد شكلا للرغبة .. روحا للضوء.
وعندما تنهض عواطف الشاعر الفهد تنتشر بين ألفاظه وتجهد لتكون نسيجا انسانيا أكثر بهاء واشد تماسكا برغم تسرب الرمز غير الدقيق والذي يتنافى مع منطق القصيدة الشعرية بحجة النزوع إلى المستقبل يقول في قصيدة دروب إلى الوقت. في الحلم تأخذني الطريق وصوتها صبحا .. فأركض خلف منعطف لأصعد شجرة .. أرنو إلى الأفق البعيد .. ودورة الأيام في مشوارها نحوي.
وفي قصيدة طيور الرحيل يحاول الفهد جاهدا أن يعتمد على التشكيل السريالي مع اصراره على بقاء شيء من العاطفة وبقاء شيء من المفردات المؤدية إلى سلامة دلالية ولفظية يقول.. سما تظلل روحي .. فاسرح في غيمها باحثا عن دروب تفصل ايامنا .. شهوة أو رحيقا .. لأرمي إليها بعض السؤال.
أوجاع الحرب التي أكلت الأحلام حملت روح الشاعر ألما بالغ الأثر ومرارة لا تطاق فانبرى يشدو بمجاز الصورة والتعبير تحاصر روحه الغربة القاسية عن الوطن والأحبة ويعاوده حلم جميل لأيام خلت يكسوها السلام والأمان فتزرع فيه بذور أمل لغد أت مشرق يغسل العذابات يقول في قصيدة “شهقة الموت”..
وأنا على باب الصباح … ونصف ضوء العين منغلق … برائحة النعاس وظله فوق الأيادي والمدى … أرنو إلى دنيا التكون وهي توقظ روحها.
يبث الشاعر الفهد الطبيعة أحزانه مرتميا في أحضانها على روحه تهدأ وتنهض الأحلام من جديد في ذاته يسكن إليها فتبث أنغامها في نفسه تعيد له مشاهد الأصدقاء والأحبة ليكونا لغة مرهفة الحس يتبادلان فيها بوحا وشجنا وألما وأملا يقول في قصيدة “سؤال الماء”.. وحيدا منك أمشي قرب مجرى النهر … أرمي بعض أفكاري واسال .. ثم أسند قامتي عند الشجيرات الصغيرة .. اسكب الناي الحنون بصوت أحلامي.
محمد خالد الخضر
