توقيع كتاب “دروب معبدة بالآلام” للسفير السابق سليمان حداد

دمشق -سانا

استضاف المركز الثقافي العربي في أبو رمانة اليوم حفل توقيع كتاب “دروب معبدة بالآلام” لمؤلفه السفير السابق سليمان حداد على هامش معرض الكتاب السوري المقام في المركز.6

ويروي الكتاب مسيرة حياة حداد والأيام التي عاشها قبيل وأثناء ثورة الثامن آذار التي قام بها حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1963 والعوامل الداخلية التي ساهمت بهذه الثورة كرد منطقي على حكم الانفصال الذي قضى على أول وحدة عربية في العصر الحديث بتدخل مكشوف من السعودية والأردن.

ويفتح الكتاب صفحة جديدة في تاريخ سورية تكشفها مذكرات المؤلف عارضا خلالها لتفاصيل الأيام التي سبقت قيام الثورة ودور القائد الخالد حافظ الأسد فيها ليوضح الكاتب كيف استطاع إحباط مخططات الانفصاليين دون إراقة نقطة دم واحدة تعبيرا عن أن الاختلاف في وجهات النظر لا يعني التقاتل فيما بيننا كما يريده لنا الغرب وأدواته.

ويتحدث المؤلف عن دوره في ثورة 8 آذار حيث كان أول من أذاع بيانها الأول عبر وسائل الإعلام إضافة إلى إسهامه وضباط آخرين بتحرير إخوتهم في السلاح كان الانفصاليون زجوا بهم في السجن لميولهم الوحدوية.5

ويعرض حداد جانبا من إسهامه في الدور الذي قامت به حكومة الثورة في مكافحة النشاط الهدام للمخابرات الصهيونية التي حاولت القيام بأعمال تخريب لعرقلة الجهود السورية لإعادة تسليح الجيش العربي السوري استعدادا لمواجهة المطامع الصهونية وعرقلة دعم حكومة الثورة للقضية الفلسطينية.

أما أهم ما ورد في بيان الثورة كما جاء في الكتاب أنها لقيت التأييد الشامل من سائر المواطنين لأنها ثورتهم المعبرة عن مشاعرهم والمحققة لأمانيهم حيث انبثقت من صفوف الشعب والجيش وحققت النجاح الكامل منذ الساعات الأولى لها.

وأشار الكتاب إلى استقبال جماهير الشعب العربي في كل مكان وفي سورية بشكل خاص لثورة الثامن من شباط في العراق سنة 1963 بابتهاج كبير وكانت الفرحة ظاهرة بوضوح على وجوه الوحدويين مثلما كان الخوف والذعر ظاهرين على وجوه الانفصاليين الذين أدركوا في قرارة نفوسهم بأن دورهم آت أيضا.

وفي الكتاب عرض لذكريات يقصها الشاعر الراحل سليمان العيسى عن المفكر زكي الأرسوزي الذي كان المنظر الأول لحزب البعث وما طرحه من منطلقات في الوحدة العربية والعمل لعودة العرب إلى مسرح التاريخ.

كما شرح الشاعر العيسى المعاني التي كانت تتضمنها لقاءاتهم تحت السنديانة الجميلة في قرية حمام القراحلة بلواء الإسكندرون السليب والبساطة والمحبة التي كانت تجمع المؤسسين الأوائل لحزب البعث تحت تلك الشجرة معتبرا أنها ستبقى رمزا تاريخيا ومما قاله فيها شعرا:

“يا سنديانة حلمنا الأول
يا حلمة الأسرار
ياللي بدينا تحتك المشوار
مر العمر مشتاق اتظلل ساعة
ربع ساعة بفياتك….مشتاق اقعد بين دياتك”.3

وفي تصريح لسانا اعتبر مؤلف “دروب معبدة بالآلام” أن كتابه الذي شمل تاريخ ثورة الثامن آذار عام 1963 وانطلاقة حزب البعث هو كتاب وطني بامتياز ونشره بهذه الأيام ضرورة ملحة لما يتضمنه من وثائق تاريخية عريقة تكشف كل ما قام به البعث من نضال وبطولات وإن كان الكتاب سار في شعابه وفق مذكرات خاصة به.

وقال الشاعر محمد حسن العلي عضو اتحاد الكتاب العرب إن توقيع هذا الكتاب هو إنجاز ثقافي أولا بصفته يحمل كثيرا من المضامين المعنوية والثقافية والثورية الحقيقية التي قام بها حزب البعث ورعاها إضافة إلى كتابته عن أهم مفكريه وشعرائه ورواده وثانيا يعتبر الكتاب في ظل هذه الظروف التي تواجه خلالها سورية أعتى مؤامرة على تاريخها وحضارتها حافزا للسوريين الذين يطلعون عليه من أجل معرفة تاريخهم ونضالهم.

وذيلت نهاية الكتاب الذي جاء في 295 صفحة من القطع الكبير مجموعة من الصور التوثيقية التي تجمع المؤلف بعدد من الشخصيات التي لعبت دورا كبيرا في ثورة 8 آذار وفي تلك المرحلة المهمة من تاريخنا عموما.

محمد الخضر