أنزور: يجب دعم القطاع العام لأنه يحافظ على هوية الدراما السورية

دمشق-سانا

أكد المخرج الكبير نجدت أنزور أن الدراما السورية تعاني من مأزق حقيقي نتيجة ظروف الأزمة مشيرا إلى أن البحث عن نصوص جيدة في هذا الظرف هو أمر صعب جدا لافتا إلى أن نص مسلسل “امرأة من رماد” الذي يعتبر الأول للكاتب جورج عربجي مختلف تماما عن كل ما قدم سابقا.2

وأشار أنزور خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بمناسبة اطلاق المسلسل إلى أن “امرأة من رماد” يسلط الضوء على تداعيات الأزمة على المجتمع وتلك التفاصيل المؤلمة التي دخلت إلى كل الوطن من ألم ومعاناة وغلاء ومشكلات الشباب والعنوسة وحتى هموم المتقاعدين.

وبين أنزور أن عمله الجديد لا يحمل عظة ولا دروسا ولا يتعالى على المشاهد وإنما هو إعادة للدور الإيجابي للدراما السورية من خلال أعمال تلامس الواقع مشيرا إلى أنه لا يقدم شخصيات نمطية أو مملة وأن العمل تميز بتراتب الأحداث بشكل تصاعدي ومشدود بطريقة جيدة ومحكمة.

وأكد أنزور أن العمل مع القطاع الخاص له شروط إنتاجية مختلفة وخاصة أن الكثير من منتجي هذا القطاع تسربوا إلى خارج البلاد مشيرا إلى ضرورة عودة العمل مع القطاع العام لأنه قادر على الحفاظ على هوية الدراما السورية التي لا تزال تنبض بالحياة وتسعى لتقديم المضمون المحترم والجاد.

وأوضح أنزور أن الهدف من هذا العمل هو توثيق للحالات الإنسانية والتنبيه للمشاكل الاجتماعية الخطيرة التي أصابت المجتمع السوري وأنه يعد استمرارا للرسالة التي كان يسعى لتقديمها في أعماله السابقة وهو عمل صادق ليس فيه كذب أو تحايل.4

وعن تسويق العمل تحدثت ديانا جبور مديرة المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني عن إمكانية أن يجد مسلسل “إمرأة من رماد” طريقه للعرض على قنوات خارج سورية مثل مصر وشمال إفريقيا.

وأكدت جبور أن المعيار الأهم الذي تتخذه المؤسسة في اختيار النصوص هو الجودة والإمتاع إلى جانب التنوع كاشفة عن نية المؤسسة إنتاج عمل كوميدي في المرحلة المقبلة.

أما كاتب النص جورج عربجي فبين أن هذا العمل الأول بالنسبة له هو بمثابة مذكرات عن الأزمة وضع فيه تقريبا أغلب مشاعر السوريين مشيرا إلى أنه نص شامل يتحدث عن شرائح مختلفة من المجتمع وهو يعتمد على إيصال رسالة وطرح مشكلة وإيجاد حلول لها.

ولفت إلى أنه يرمز من خلال عنوان المسلسل “امرأة من رماد” إلى سورية التي ستنهض من الرماد حتما وهناك رسائل ما بين السطور في النص تدل على هذا الشيء.

وبين كاتب العمل أن الأزمة فرضت مشكلات اجتماعية حقيقية وكشفت عن انتهازيين ومشاكل كانت مخبأة مضيفا أنه حاول قدر الإمكان إيصال رسالة ما وطرح مشاكل مع حلول لها.10

بطلة العمل الفنانة سوزان نجم الدين عبرت عن سعادتها بالعمل مع المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وعودتها للعمل مع المخرج الكبير أنزور بالاستناد إلى جودة النص في تفاصيله وكل الرسائل التي يقدمها .

وأشارت نجم الدين إلى أن شخصية “جهاد” هي اختصار للوطن الذي عانى من العذاب والفقر والتشرد والألم وطعن بالسكاكين من القريب والبعيد.

وأوضحت نجم الدين أن هذا العمل أعادها إلى الدراما السورية لأنه نص جاد يستحق الوقوف عنده لكونه مختلفا عما قدم سابقا وأنها حاولت أن تذهب بالدور الذي لعبته إلى أقصى ما يمكن سواء على مستوى الشكل والأداء.

وكان للفنانة ندين تحسين بيك مداخلة لها خلال المؤتمر قالت فيها إن النص جذبها بإنسانيته لكونه يلامس مشكلات الشعب السوري خلال الأزمة كما أن الشخصية التي لعبتها في المسلسل شدتها على الورق كونها تتحدث عن مشكلة كبيرة تعاني منها النساء بسبب الأزمة وهي العنوسة مبينة أن الشخصية مركبة تحمل في طياتها الكثير من الطيبة لكن الظلم الاجتماعي الذي يقع عليها يجعلها تتمرد.1

وأشارت إلى أن المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني تقدم نصوصا تلامس الواقع وإنسانية تحترم عقول المشاهدين وليست تجارية.

بدوره انتقد الممثل يحيى بيازي بعض المسلسلات التي تناولت الأزمة وخاصة أنها تطرقت إليها بطريقة ساذجة لأنها بعيدة على الواقع لافتا إلى أن النص الحالي يتناول الأزمة ببعدها الاجتماعي بعيدا عن التسييس.

يذكر أن قصة المسلسل تدور حول امرأة “مدام جهاد” وهي امرأة تعاني من خلل نفسي له مسبباته ولكن هذا الخلل غير واضح تماما بسبب قدرتها في السيطرة عليه بفضل قوة شخصيتها لكن مضاعفات هذا الخلل النفسي يجعلها تنتقم من كل من هو سعيد وبالأخص من الأطفال الذين هم بعمر ابنها الذي وافاه الأجل بحادث مؤلم “تفجير” تعرضا إليه سوية وفقدته على أثره وفقدت أيضا قدرتها على الإنجاب.

جدير بالذكر أن المسلسل يبدأ بزمن ما بعد الحادثة بسنة تقريبا حيث تثير تصرفاتها الغير منطقية التساؤلات والتي تسبب أحيانا الأذى لأطفال بريئين.

المسلسل من تأليف الكاتب جورج عربجي ومن إخراج نجدت اسماعيل انزور وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي ويشارك فيه عدد من النجوم السوريين منهم وائل رمضان وصباح الجزائري وندين تحسين بيك وسعد مينا ومحمد الأحمد ونجاح سفكوني وزهير عبد الكريم.

ميس العاني

انظر ايضاً

وثائقي “الصليب المكسور”… فيلم جديد لأنزور قريباً في دمشق

دمشق-سانا في عرض خاص، تستعد مؤسسة “أنزور للإنتاج الفني” لإطلاق فيلمها الوثائقي الأحدث “الصليب المكسور” …