الشقيقان سمير وأميرة صالح يحولان الشمع إلى تحف فنية

اللاذقية-سانا

صورة إبداعية مدهشة يؤلفها الشقيقان الشابان سمير وأميرة صالح من خلال عملهما في صناعة الشمع المنزلي حيث تمكن الثنائي الشاب من رسم ملامح حالة خاصة بهما سواء من حيث طريقة التصنيع التي يقومان بها وما يرافقها من عمل فني متقن يتم خلاله إضفاء الكثير من المفردات الجمالية على منتجات الشمع المتنوعة أو لجهة ما أحدثه هذا المشروع من تحول جذري في حياة أسرتهما.

بدأت القصة عندما راح الشقيقان يجمعان بقايا الشمع المتناثر في المنزل باحثين عن طريقة لتأمين شعلة ضوء أثناء انقطاع التيار الكهربائي في القرية وبين لعب وجد اجتهد كل منهما لإعادة جمع وتشكيل البقايا الذائبة فكانت النتيجة الحصول على شمعة متوسطة الحجم أنارت للأسرة ساعات من الليل.

لم تمر الحادثة عبثا كما ذكر سمير في حديثه لنشرة سانا الشبابية فقد كان في الأمر متعة وتسلية جعلت الشقيقان يعاودا الكرة في اليوم التالي وخلال أيام أمضياها في البحث عن طريقة لإعادة تذويب الشمع بشكل صحيح بات بإمكانهما تشكيل الشمع بطرق مختلفة بعد إذابته في ماء مغلي ووضعه في قوالب زجاجية متنوعة الأشكال والأحجام للحصول على تشكيلات تشابه تلك التي تعرض في المحال التجارية.2

واضاف استهوانا الأمر كثيرا فبدأنا نجمع المعلومات اللازمة وتمكنا من معرفة مصدر لتوريد بلورات الشمع الخام وأدوات أخرى ضرورية للتصنيع ولم نفكر وقتذاك إلا بتأمين حاجتنا المنزلية نظرا لارتفاع أسعار الشمع لكن الأمور اتخذت بعد ذلك منحى أخرا حيث وجدنا في عملية التصنيع عملا ممتعا للغاية خاصة وان اختي أميرة لديها مهارات فنية متعددة وهي رسامة بالفطرة وتقوم بتلوين الزجاج والآواني المنزلية محولة إياها إلى تحف حقيقية.

اكتشف الشقيقان أن هناك الكثير من الأدوات والمواد الخاصة بصناعة الشمع كالخيوط المستخدمة للاشعال والمواد الحافظة وزيوت خاصة بالإضافة إلى القوالب المعدنية والبلاستيكية حيث أكد سمير أن هناك أشكالا حلزونية ودائرية واسطوانية ومربعة بالإضافة إلى قوالب على شكل قلوب ونجوم وورود وسواها كما توجد ألوان خاصة بالشمع وطرق عديدة لتلوينه سواء بلون واحد أو بعدة ألوان في الوقت نفسه.

وذكر الشاب أنه تمكن من الاستفسار عن مختلف التفصيلات الخاصة بالعمل ليبدأ وأخته مرحلة من التجريب استمرت لأشهر فكانا بين وقت وآخر يستعرضان الأخطاء و يبحثان عن أجوبة لكل سؤال وحل لأي مشكلة مستجدة إلى أن وصلا إلى مرحلة من الاتقان فراحت المنتجات المنزلية تستقطب إعجاب الأقرباء والجيران.

مزهوة بما صنعته يداها أكدت أميرة أن صناعة الشمع هي أجمل ما قامت به في حياتها رغم ما يحتاجه العمل من دقة وروية أثناء صهر الشمع وسكبه في القوالب وإضافة الألوان والزيوت وتثقيبه ليخرج الهواء المتجمع في الداخل لكن النتائج تكون مذهلة وخاصة بعد أن بدأ الجيران يشترون حاجتهم من الشمع من المنتجات المميزة للشقيقين لتتسع دائرة الزبائن شيئا فشيئا.

وقالت كان أخي يحضر المواد الأولية من السوق بعد عودته من العمل في حين كنت أمضي الوقت بحثا عن أفكار جديدة تغني العمل وتمكنت بالفعل من تخصيص جزء من الشموع التي نشتغلها لأغراض الزينة فكانت هذه الخطوة هي بوابتنا إلى التوسع الحقيقي في العمل إذ صار أخي يقوم بصناعة الشمع وأقوم أنا بتزيينه ساعية إلى ابتداع عناصر ومواد جديدة للزينة فرحت استخدم الخيش والقصب المذهب و الخرز والأعواد الخشبية الملونة والصدف وغيرها الكثير.3

وكانت الأعمال المنتجة أقرب إلى التحف الفنية فما أن عرضها سمير على عدد من المحال التجارية حتى فوجئ بحجم الأقبال عليها حيث يؤكد الشقيقان أنهما باتا يبحثان عن ساعة إضافية خلال النهار لاتمام الطلبيات الخاصة بالمحال التجارية والالتزام بالمواعيد المحددة للتسليم مقابل مبالغ مادية مجزية ساعدتهما على الانتقال بأسرتهما من حال متواضعة إلى أخرى مكتفية إلى حد كبير.

واختتم الشقيقان بالتأكيد على “إن الموهبة والاصرار والسعي للتعلم لابد أنه سيثمر دائما نتائج إيجابية إذ لا بد للشباب من البحث المتواصل عما يتماشى ومهاراتهم الذاتية لاستثمار هذه القدرات بالحد الاقصى ولاسيما أن السوق المحلية اليوم تستوعب الكثير من السلع والأفكار جراء الحصار الاقتصادي الجائر على سورية ولذلك لا بد من تفعيل الطاقات الشبابية الابداعية لإغناء هذه السوق بمنتج محلي يعوض المنتجات المستوردة”.

رنا رفعت

 

انظر ايضاً

الشاب عبد الله الأعرج يستثمر مهاراته الإبداعية في فن البورتريه في مشروع إنتاجي صغير

دمشق-سانا تمكن الشاب عبدالله الأعرج من استثمار موهبته في رسم البورتريه وتحويلها إلى مشروع صغير …