الشريط الإخباري

ساعة حمص في المدينة القديمة سينبض قلبها من جديد قريبا

حمص-سانا

تعتبر ساعات المدن ظاهرة حضارية وسياحية مميزة وهامة حيث لا تخلو منها الساحات الرئيسية في العالم ولا تقتصر وظيفتها على الناحية الجمالية و التزيينية وإنما هي ضابطة لحركة المدن بإيقاعها اليومي حيث يعتاد الناس على ضبط ساعاتهم حسب توقيتها.

وساعة حمص الجديدة هي إحدى معالم المدينة ونقطة علام لأهلها وللقادمين إليها وتحولت مع الأيام إلى جزء من هوية المدينة لكنها تعرضت في العام 2011 للتخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.

ومع عودة الأمن والأمان للمدينة وإيمانا بأهمية الساعة ومكانتها كمعلم من معالم المدينة تبرع حسان علوش من أهالي مدينة حمص بتكاليف إعادة صيانتها وإصلاحها .

وأكد المهندس ناظم طيارة رئيس مجلس مدينة حمص أن الساعة التي تقع في وسط المدينة هي رمز لعودة نبض الحياة لقلبها إضافة لأهميتها الحضارية والتاريخية وأهل حمص متشوقون لسماع دقاتها على رأس كل ساعة من جديد لافتا إلى أن أعمال الترميم والصيانة تجري حاليا لعودة الساعة كما كانت وأفضل حيث قدم المجلس كل ما يلزم من تسهيلات وإمكانيات للمتبرع للقيام بأعمال الصيانة .

بدوره أشار المتبرع علوش إلى أن الأعمال جارية حاليا من الداخل والخارج للساعة حيث سيتم استقدام ساعة جديدة من سويسرا بكلفة تقديرية تصل إلى 45 ألف دولار لكون الساعة معطلة كليا كما تم الانتهاء من أعمال البلاط والرخام و الدهان الخاصة بالهيكل الخارجي.

وقال “من واجبي كمواطن سوري أن أقدم لوطني ولمدينتي ما استطيع” مؤكدا أن الساعة الجديدة لاتزال صامدة في قلب حمص كأهلها و سوف تعود وتنبض من جديد.

وكانت الساعة الجديدة شيدت من قبل المغتربة السورية الحمصية كرجية حداد عام 1958 خلال زيارتها للمدينة وتتميز الساعة بشكلها الفريد فهي أقرب إلى شكل المئذنة ذات الطراز المربع بحجارتها الأبلقية البيضاء والسوداء وتأخذ الساعة من الأعلى شكل القبة المربعة ذات الأقواس الأربعة وكل قوس منها عبارة عن باب وفي منتصف الأقواس توجد أقراص الساعة وعددها أربعة كلها تعمل بتوقيت واحد ويبلغ طول العقرب نحو 100 سم مضاءة بمصابيح مخفية خلف الأرقام تشع باتجاه الداخل وتعمل بواسطة مطرقة موصولة بمحرك كهربائي يعزف أنغاما موسيقية تسمع إلى مسافة ستة كيلو مترات.

وكانت الساعة تعطلت بين عامي 1978 و 1988 بسبب عدم توفر الخبراء القادرين على إصلاحها إلى أن تمكن الساعاتي عبد الله كيشي وهو من عائلة اشتهرت بإصلاح الساعات بصيانتها وإصلاحها مبتكرا قطعا لها حيث استبدل الإضاءة النيونية النافرة بإضاءة داخلية جميلة وأضاف لها جهاز جرس اتوماتيكي مبرمج بحيث تدق الساعة كل ربع ونصف ساعة وعلى رأس الساعة مثل ساعة بيغ بن الشهيرة.

مثال جمول