الشريط الإخباري

الباحث الموسيقي عبد اللطيف اللاذقاني.. ذاكرة لصناع العود وعازفيه ويمتلك أحد أقدم آلاته- فيديو

حماة-سانا

يمتلك أحد أقدم آلات العود الموسيقية التي تعود الى عام 1901، ولديه بحوث حول هذه الآلة الشرقية وتاريخها وصناعها وعازفيها لأكثر من 150 سنة مضت، الأمر الذي مكنه من توثيق وأرشفة مختلف المعلومات عنها لتبقى للأجيال القادمة تراثا ثقافيا سوريا لامادياً، إنه الباحث والمؤرخ في الموسيقا عبد اللطيف اللاذقاني.

وفي حديث لمراسل سانا بين اللاذقاني أن العود آلة موسيقية متجذرة في التاريخ يعود اكتشافها إلى عام 2350 قبل الميلاد، ومنذ ذلك التاريخ وهو يتطور عبر الحضارات المتعاقبة إلى يومنا هذا، مبيناً أنه يمثل موروثاً ثقافياً في سورية التي تعد من أهم البلدان على مستوى العالم شهرة بتصنيع هذه الآلة مع الحفاظ على طابعها التراثي بشكلها الموجود في الكثير من البيوت السورية مع اختلاف بسيط بين محافظة وأخرى، فهناك العود الدمشقي والعود الحموي والعود الحلبي وغيرها.

وعي السوريين وذائقتهم الفنية تشكلت على آلة العود بحسب اللاذقاني ونحن نشاهدها في منازلنا والتي تمتلك مكانة عند اجتماع العائلة في المنازل القديمة وإقامة السهرات فيها، حيث كانت ومازالت مصدراً للبهجة والسرور لما يصدر عن العود من معزوفات وموسيقا تطرب النفوس وتجلب لها السرور.

وعن خوض السيدات غمار العزف على العود أوضح أن السيدات السوريات قديماً كن يعزفن على هذه الآلة عند احتفالهن بالأعراس، حيث كانت السيدة تقتني الآلة للاحتفال بزفاف ابنتها، وكانت من الأساسيات أثناء هذا الطقس الاحتفالي، لافتاً إلى أن صناع العود كانوا يصنعون آلة خاصة للنساء تسمى العود المحير”الستاتي”.

ومن المعروف أن سورية هي من أهم الدول التي تحتوي على مدارس لصناعة الآلة ومنها بحسب اللاذقاني دمشق، فعندما نقول العود الدمشقي أو العود الشامي هو دليل على جودة العود، كما عمل عدد من الأسر في صناعة العود مثل عائلة النحات التي اشتهرت بصناعة العود على مستوى العالم من حيث المظهر والجمالية وجودة الصوت والنغمة.

وبين اللاذقاني أن هذه العراقة في التصنيع دفعت إلى عرض أعواد النحات في متاحف عالمية مثل عود عبده النحات الذي يقتنيه متحف أذربيجان، وعود توفيق النحات المعروض في متحف بوستن، كما أن المتحف الوطني في باريس يحتوي على عودين لعبده النحات وعود في متحف تركيا، وآخر في المتحف الوطني بقطر، وايضاً هناك أعواد لآل النحات في لندن يعود تاريخ تصنيعها لعام 1885.

وما يميز العود السوري عن نظيره من الأعواد كما أوضح اللاذقاني أنه ذو صوت رخيم وشكل بديع لجمالية النقوش عليه، وجمع خلال صناعته جمال القالب ما يتيح للعازف الراحة أثناء العزف، إضافة إلى جودة مسطرة العود التي طعمها صناع العود السوريون بالصدف البحري الطبيعي والعظم الحيواني لإعطاء تقنية في العزف، كما تمت إضافة زخارف وتزيينات مثل القمريات والشمسيات والزخرفة المبهرة بجمالها.

ووصف اللاذقاني العود السوري أنه جزء من الهوية الثقافية الوطنية، وبصمة سورية وسفير لها لكل دول العالم، مبيناً أنه بدأ العزف على العود منذ سن الـ 17 عاماً وكان معلمه هو شقيقه الملحن عبد الرحمن اللاذقاني، والذي تأثر بألحانه.

وذكر أن دراسته وبحثه في آلة العود تمتد لأكثر من 30 عاماً، وأصبح ملماً بأسماء صناعه وعازفيه في مختلف المحافظات لفترة ترجع إلى 150 عاماً بالأسماء والتواريخ كنوع من توثيق المعلومات لتحفظ الذاكرة الحية للشعب السوري في هذا المجال.

ويمتلك اللاذقاني أفضل الأعواد ومنها آلة يعود تاريخها لعام 1901 والتي قام بصناعتها سليم جبلي، وهي مزخرفة ولها جمالية في الأداء والعزف وجمالية خاصة من ناحية القمريات المنقوشة عليها، بحيث امتزج العظم مع خزف الجوز الأصفر وصنعت طاسة العود من خشب المشمش.

وفي ختام حديثه دعا صناع العود للحفاظ على هذه الصناعة التقليدية العريقة كواحدة من أهم مفردات تراثنا الموسيقي والثقافي الثري.

عبدالله الشيخ ومحي الدين فهد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency