الشريط الإخباري

من ورشته الصغيرة في حلب… أعواد نعيم سكر مطلب لعشاق الآلة عربياً وأوروبياً-فيديو

حلب-سانا

شغفه بالعود وسحر صوت أوتاره منذ الطفولة كان الدافع الأساسي لصانع الأعواد والعازف نعيم سكر، لتجسيد حلمه بامتلاك العود الخاص به من إبداع أنامله بعد ما اتقن العزف وصقل موهبته على يد كبار أهل الفن والطرب الحلبي، حيث باتت أعواده التي يتفنن بصناعتها في ورشته الصغيرة مطلباً لعشاق هذه الآلة الوترية في البلدان العربية والأوروبية.

ويقول ابن الشهباء عن آلة العود في لقاء مع مراسل سانا: إن العود آلة شرقية طربية ذو صوت عذب وهو الأساس في التخت الشرقي، وله دور كبير في التلوين الموسيقي ،ومحبوب بصوته العذب لدى العرب والأجانب، ويمكن من خلاله عزف جميع أنواع الموسيقا العالمية.

واستعرض سكر مكونات العود والأخشاب التي يصنع منها، موضحاً أن لآلة العود عدة مقاسات منها الربع والنصف والثلاثة أرباع والكامل وذلك وفقاً لرغبة الشخص الذي يريد امتلاك هذه الآلة، حيث كانت في السابق تصنع باستخدام وترين فقط ثم أضيف لها الوترين الثالث والرابع، ويقال إن زرياب أضاف الوتر الخامس، وبعدها أضاف الفنان فريد الأطرش الوتر السادس، ومنهم من يضع الوتر السابع ويسمى بالعود السابع ويصبح صوته أوسع، وحالياً المجال الصوتي للعود هو أوكتافين ونصف الأوكتاف.

وعن عشقه لآلة العود قال سكر: إنه بدأ منذ الصغر حيث كان يعمل على رسم آلة العود على جدران منزله ويكتب تحته هذا عود نعيم، كما كان يعمل على تثبيت المسامير على قطعة الخشب ويشد عليها الأوتار ليكبر الحلم بصناعة آلة العود وتعلم العزف عليه في ورشة أخيه الكبير إبراهيم سكر، وتتلمذ بالعزف على يد العازف محمد رجب، كما اكتسب الخبرة من صناع الأعواد القدامى بحلب، ومنهم جرجي حايك وميشيل خوام وانطوان ابرص ووانيس مبيض ونعيم دلال وجميل قندلفت الذي صنع عود فريد الأطرش.

وتحدث سكر عن أنواع الأعواد ومنها ما يسمى بالشرقي وله فرسة ثابتة وصوته شجي ورخيم، ويستخدم في الفرق الموسيقية والعزف أثناء الغناء، وهناك العود السحب ويتميز بمربط خلفي للأوتار وهذا يقتنيه أصحاب العزف المنفرد، مبيناً أنه لايزال يعمل في ورشته الصغيرة ويصنع الأعواد بهدوء، وكل قطعة تحتاج عملاً لمدة شهرين، وتبدأ صناعته بالصندوق الصوتي أو القصعة، وفي المرحلة الثانية تتم صناعة الصدر أو الوجه، وفي المرحلة الثالثة الزند، ثم التشطيب وتركيب الإكسسوارات للعود كالمفاتيح والأوتار، ويتم بعدها دوزنة العود وتجريبه بالعزف عليه وتحقيق السلاسة بذلك وعدم إجهاد العازف بإخراج النغمة.

ولفت إلى أن عدداً من المحترفين بالعزف على العود في الوطن العربي والعالم يقتنون أعواده، ويتواصلون معه من كندا واستراليا وألمانيا، ومن السعودية ولبنان ومصر وتونس.

وأبدى سكر رغبته بإيلاء المزيد من الاهتمام بآلة العود، خوفاً على صناعتها من الاندثار من خلال الحرص على تعليم الأجيال الشابة لهذه المهنة والعزف عليها، نظراً للإحساس المرهف الذي تمنحه هذه الآلة للعازفين عليها، معرباً عن فرحه بتسجيل عنصر صناعة العود والعزف عليه على لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني كعنصر آخر من عناصر التراث الثقافي اللامادي، الذي تعتز سورية بعراقته وبديع صنعه.

قصي رزوق

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بين الأصالة والتطوير.. صناعة الأعواد رحلة تتوارث من الأجداد إلى الأحفاد-فيديو

دمشق-سانا من قلب العاصمة دمشق، ترتسم ملامح إصرار كبير للحفاظ على جوهر التراث