الشريط الإخباري

هل تكفي الأنامل الموهوبة لصناعة تاريخ ثقافي موروث- فيديو

دمشق- سانا

لم ينتظر اكتمال حواسه الخمس ليصنع تاريخاً ثقافياً موروثاً ويطوره ليرسم من خلال أشكاله الجميلة، وألحانه العذبة حرفة تراثية تنتقل من جيل إلى آخر بل استأثر بنظره ولمسات أنامله الموهوبة بعد فقده السمع والنطق ليقول لنا: “لم أفكر في تعلم أي حرفة أخرى لأنني أحب صناعة العود وسأعلمها لأولادي من بعدي”.

هذا لسان ما يقارب 17 حرفياً أتقنوا تشكيل العود الدمشقي وتجميله من ذوي الهمم الفاقدين لحاستي السمع والنطق حيث احتضنتهم ورشة زرياب لصناعة العود بدمشق، معربين عن سعادتهم في صون ذلك العنصر الثقافي السوري العريق، ونقله بحرفية متقنة وشغف لا حدود له من جيل إلى آخر راسمين بأناملهم الذواقة زخرفة الأصالة لتراثهم الثقافي اللامادي.

“منذ 25 عاماً وأنا أعمل في صناعة العود وتقسيم وتركيب إكسسواراته” هي أحرف نقلتها إشارات يديه لسانا لتشرح كمية الحب والشغف التي تحملها نبضات قلبه لتلك الآلة الوترية الحنونة بمقاماتها والعذبة بألحانها؛ هو خالد الحموي الذي تعلم صناعة العود من الحرفي الدمشقي الراحل علي خليفة حيث يكرس شغفه بين رائحة خشب السرو والجوز وينقش رموز الأجداد على تفاصيلها.

أما عمران هبول الذي يعمل بالورشة منذ 14 عاماً فحمل بفؤاده جزءاً من تلك الحرفة، وعمل في قسم التشطيب وتنظيف العود ليقدم لنا سلطان الآلات الشرقية وعنوان الطرب الأصيل بأبهى حلة له مبرزاً صورته الدمشقية المشهورة باللونين البني الغامق والفاتح مزخرفاً بالصدف والموزاييك.

وكذلك غسان موسى الذي عمل منذ عشر سنوات في تشطيب وتركيب الاكسسوارات الخاصة بالعود يحب تلك الحرفة ويعمل على تطوير أدواتها بكل السبل ويبدع في تقديم العود بأشكال جديدة ومميزة مع الحفاظ على الهوية الأصيلة له.

حب الشام كان الدافع الأكبر لمحمد عون في العمل بحرفة صناعة العود منذ ست سنوات والذي تحدث بإسهاب وجداني عميق عبر إشارات يديه عن مدى سروره في حفر وتنظيف العود وتزيينه بأجمل الاكسسوارات، ولم يفكر بالسفر إلى بلاد الاغتراب لارتباطه العاطفي مع وطنه وحرفته التي يعشق.

محاسن العوض

 

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency