الشريط الإخباري

عاصم علي… جهد فردي لصناعة مشروع أدبي في عالم الترجمة

طرطوس-سانا

متجاوزاً حالته الصحية وإصابته بالضمور العضلي الذي رافقه منذ الطفولة أسس الشاب عاصم علي مشروعه الخاص بالترجمة والذي جعل منه شخصاً منتجاً يسهم في تحمل أعباء مصاريف اسرته كأي شخص طبيعي فيها.

عاصم وهو من قرية السودا إحدى قرى سهل عكار من مواليد 1993 خريج قسم اللغة الانكليزية في كلية الآداب بجامعة طرطوس 2015 بدأ شغفه بهذه اللغة منذ الطفولة بالاستماع للأغاني ومشاهدة الافلام والتركيز على اللفظ والكلمات ليدرسها بشكل أكاديمي في الجامعة وبدأ مع عامها الثاني بإعطاء دروس خاصة لطلاب معه وآخرين بمراحل دراسة مختلفة مع اهتمامه بالمبادرات التطوعية التي تعنى بالترجمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتكون انطلاقته الأولى مع موقع ناسا بالعربي المتخصص بعلوم الفضاء والفيزياء.

وأكد أنه تفرغ لترجمة الكتب والمقالات ولديه ثمانية كتب مترجمة من اللغة الانكليزية إلى العربية هي حصيلة 9 سنوات أولها كتاب (القوة مقابل الإكراه) للدكتور ديفيد هاوكينز مع إحدى دور النشر في بيروت وآخرها مجموعة قصصية للكاتب ريونوسكي أكوتاغاوا مع دار نشر في بغداد إضافة لمئات المقالات المترجمة باللغتين نشرت بالمواقع والصحف.

اجتهد عاصم بقراءة الكتب المتنوعة باللغتين لإغناء مخزونه الثقافي واللغوي ويرى أن من أهم المعايير التي تحكم عمل المترجم الأمانة بنقل المعلومة وتوصيل الفكرة بلغة بسيطة مفهومة تحافظ على جوهرها.

وأوضح أن الصعوبات الإدارية التي تواجه المترجمين والناشرين إضافة إلى نقص المعاجم المتخصصة والمحدثة والضعف الشديد في ترجمة النتاج المعرفي العربي إلى اللغات الأخرى دفعته للتفكير بإقامة منصة نشر إلكترونية تكون الأولى عربياً وتضاهي المنصات العالمية لتسهيل عمل دور النشر وإيصال الحضارة والكتاب والكاتب العربي لكل قارئ.

وتشعر والدته مها الخطيب بالفخر بما أنجزه ولدها وتحدثت عن مرض الضمور العضلي الذي رافقه بعد عامه الثاني ومراحل تطوره قائلة: “اضطررنا أمام اصرار عاصم على الدراسة للانتقال إلى المدينة والعيش فيها لتتعاون الأسرة مع كوادر المدرسة والجامعة ما شكل بيئة داعمة له ليصبح بعزيمته وجهده صاحب مشروع علمي أدبي وفر له فرصة عمل حقيقية ومساهماً بمصاريف المنزل أكثر من أي فرد فيه”.

وأكد علام عبد الهادي صاحب دار أعراف للنشر التي أصدرت كتابين مُترجمين لعاصم أن ما دفعه للتعاون معه هو ما يحمله من رؤى وأفكار إبداعية تسهم ببناء أفق جديد في مشروع الترجمة الذي يطمح إليه فضلاً عن أسلوبه بنقل المعلومة بأمانة واحتراف أثناء عملية الترجمة مع الاتقان اللغوي والمحافظة على روح الكاتب والفكرة معاً.

فاطمة حسين

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency