الشريط الإخباري

الورهاني.. نحات سوري النشأة وطني الانتماء

سدني-سانا
اتخذ من أزميله قلما يخط به أفكاره لتتجسد على شكل منحوتات ومجسمات استحقت بجدارة أن تشغل مساحات في المتاحف العالمية ولم يغب وطنه عن ذاكرته وإبداعه فكان النحات العالمي فؤاد الورهاني حاملا لرسالة حبه لوطنه ليجول بها اصقاع الأرض.1
حملني الفن من وطني وجبت به أماكن مجهولة فتعجبوا من فصاحة لسان الضاد عندي وعلقوني في مواقع الجمال حيث مررت وبصمت على صفحات الذاكرة ومضيت عربيا سوريا بهذا بدأ الفنان الورهاني حديثه لـ سانا مشيرا إلى أن سعادته لا توصف عندما يحمل فنه طابعه الوطني بذكر وسائل الإعلام بلد المنشأ قبل اسمه.
وبدأ الورهاني النحت على الحجر منذ الطفولة ثم ساهم مع والده وأخيه ببناء ونحت قصر موسى المعماري في لبنان قبل أن يلتحق ببلدة راشانا للدراسة وهناك زار إيطاليا عام 1990 من أجل الإطلاع على الطرق الحديثة للنحت واقامة دورة عن تنعيم وصقل المادة.
وفي عمله يحرص النحات العالمي على الحفاظ على شرف وأخلاق المهنة والتعامل مع الناس ليوءكد أن السوري مواطن صالح أينما حل فهو ينتمي لجذور عريقة وأصيلة يحتذى بها حاملا في فنه رسالة إنسانية سامية شهد لها في اكثر من محفل تم تكريمه فيه حيث قال أحد مسؤولي بلدة باتلو الاسترالية بعد أن سلمه شهادة شرف التفوق عن تمثال صحن الفواكه في ساحة البلدة.. ” أنا هنا منذ 53 سنة لم احصل على هذة الشهادة الوطنية وأنت القادم من سورية تحصل عليها بأقل من تسعة أشهر وحول رؤيته الخاصة عن فن النحت يبين الورهاني أنه احد الفنون التي تظهر بالتعابير حسب الحاجة والظرف من خلال المزج بين روحية الأشياء وماديتها ولكن يميز الفنان النحت عن غيره من الفنون بعراقته وصموده في وجه الفناء فهو يحتل حيزا كبير في الحياة العامة منذ القدم.
واتخذ الورهاني عام 1985 الرياضة مادة نحتية ولدت لديه العديد من الأفكار والحركات وذلك حين فازت نيجيريا بكأس العالم للناشئين وصمم مجسما للكأس بارتفاع 17 قدم مع القاعدة الدائرية نحت عليها 33 لوحة من الألعاب الأولمبية ووضع أمام الملعب البلدي في سوروليري ليغوس نيجيري.1
ولازمت بعد ذلك الكرة غالبية أعمال الفنان فهي بالنسبة له علامة للدوران والإستمرار تشبه كوكب الأرض حيث أكمل مسيرته الفنية مع الرياضة في استراليا ونحت تمثالا أربعة أمتار من خشب يمثل الشعلة الأولمبية وضع في متحف مانلي بسدني وفاز بتمثال لعبة الباسكت بول ليكون مشهدا رياضيا لدورة الأولمبياد في سدني عام 2000 بجامعة /مكو/.
ويتطلع الفنان بعطائه المستمر وأفكاره المنتجة أن يصل إلى أبعد ما هو عليه فهو يشعر أنه لا يزال يختزن الكثير وعليه أن يقدمه قبل أن يرحل عن هذا العالم.
يذكر أن الفنان فؤاد شاهر الورهاني من مواليد قرية الكارس بمحافظة السويداء عام 1949 وعاش في بلدة الورهانية بجبل لبنان صمم العديد من الأعمال الخشبية والرخامية المعروضة في معارض وسفارات عربية واجنبية وعمل في هندسة البناء والديكور بنيجيريا ونفذ عددا من المباني بجامعة الليغوس وغيرها هاجر إلى استراليا عام 1990 وشيدت له منحوتات في العديد من ساحات مدينة سدني وضواحيها كما صمم ونفذ العديد من الحدائق المنزلية كالأسوار والمداخل للأبنية والقصور ونوافير للمياه.
مها الأطرش