الشريط الإخباري

الأقسى منذ 500 عام.. الجفاف يفتك بأوروبا وتحذيرات من الأسوأ

دمشق-سانا

لطالما شكل الاحتباس الحراري والتغيير المناخي هاجساً عالمياً للبشرية وقضية تسعى من خلالها الدول الأوروبية لكسب شعوبها دون القدرة على تلافي تأثيرها على مختلف مناحي الحياة والقطاعات الإنتاجية وهو ما واجهته أجزاء كبيرة من أوروبا هذا الصيف عبر درجات حرارة قياسية تسببت في حرائق شاسعة وانخفاض منسوب المياه في العديد من الأنهار.

بحيرة غاردا

هذه التغييرات باتت أمراً واقعاً في القارة العجوز بعد تسجيل درجات حرارة قياسية وجفاف قاس ناجم عن انحباس الأمطار وانخفاض مستوى تساقط الثلوج بشكل لم تشهده منذ قرون وهو ماحذرت منه الأمم المتحدة مؤكدة أن موجة الجفاف العالمية قد تؤثر على ثلاثة أرباع سكان الأرض مع حلول عام 2050 فيما نبهت تقارير أخرى من أن 45 بالمئة من الكتلة الأوروبية أي نصفها تقريباً يقع تحت موجة الجفاف العاتية ومصنفة تالياً ضمن فئة الخطر.

أوروبا تحت حصار أقسى جفاف منذ 500 عام حتى أسوأ من عام 2018.. عناوين إعلامية عريضة باتت تثير الفزع لدى الأوربيين مع تسجيل مئات الوفيات القابلة للزيادة جراء درجات حرارة قياسية وخاصة أن المباني لم تصمم بطريقة لتحمل درجات تفوق الـ 25 درجة مئوية وسط مخاوف من أن يفاقم تغيير المناخ من زيادة بنحو 60 بالمئة من الأمراض المعدية وتراجع المحاصيل في فرنسا ورومانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وخاصة مع ارتفاع نسبة الخسائر الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لغاية الآن إلى 9 مليارات يورو سنوياً بسبب الجفاف.

حرائق الغابات في فرنسا

كل ذلك جاء ليزيد المشاكل الأخيرة للدول الأوروبية الصناعية وخاصة بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا والتي ترتد بنتائج عكسية ومشاكل اقتصادية للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي تضمنت ارتفاعاً حاداً في أسعار الوقود والمواد الغذائية.

ودقت صور الكوارث البيئية ناقوس الخطر أوروبياً وعالمياً عبر موجة عنيفة من حرائق الغابات في فرنسا وإعلان الطوارئ وحالة الجفاف في بريطانيا مع بلوغ معدل جفاف نهر التايمز أعلى مستوياته ومع انخفاض كبير في منسوب نهر الراين في ألمانيا ما يهدد امداداتها الحيوية ويؤدي إلى تباطؤ نموها الاقتصادي وجفاف التربة بمنطقة واسعة تمتد من شرق هنغاريا وسلوفاكيا إلى غرب أوكرانيا ورومانيا وشذوذ سلبي في معدلات رطوبة التربة غرب بولندا وعجز شديد في رطوبة التربة بالجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الاسكندنافية.

نهر (بو) في إيطاليا

إيطاليا كانت الأكثر تأثراً حيث يواجه أطول انهارها نهر (بو) أعلى مستوى من الجفاف الشديد كما انخفض مستوى المياه في أكبر بحيراتها بحيرة غاردا لما يقرب من أدنى مستوى لها على الاطلاق فيما باتت كميات مياه الخزانات في إسبانيا أقل بنسبة 31 بالمئة من المعدل المسجل خلال عشر سنوات وبلغت كمية المياه اللازمة لإنتاج الطاقة الكهرمائية نصف معدلها في السنوات السبع السابقة كما دفعت سويسرا بطائرات هليكوبتر عسكرية لنقل المياه جواً إلى الأبقار والخنازير والماعز العطشى في مروج جبال الألب في البلاد.

ووفقا لصحيفة الاندبندنت البريطانية شهد صيف 2022 تراجعاً شديداً في إنتاج الطاقة من المصادر الهيدروليكية التي تعتمد على انسياب المياه نتيجة هطول الأمطار في حين تواجه شركات إنتاج الطاقة من مصادر هيدروليكية في أوروبا أزمة حادة نتيجة موجة الجفاف الشديدة كما تأثرت محطات إنتاج الطاقة عبر توربينات الهواء وسط تهديدات من أن يؤثر الجفاف على إنتاج الغذاء والطاقة ومياه الشرب والحياة البرية.

علي سليمان

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency