الشريط الإخباري

جامعة دمشق: منار العلم والتنوير ودرة الجامعات العربية الدولية

دمشق-سانا

العلم رسالة سامية يتحقق من خلاله تقدم المجتمعات ورقيها و ازدهارها والتعليم رسالة و ليست مهنة يبقى فيها المعلم العامل الأهم في حسن التخطيط والتنظيم واختيار الأهداف المناسبة للمنهاج الدراسي و انتقاء وتطبيق منهجية و أسلوب التعليم و”الجامعة هي نواة العلم والتنوير في أي بلد متحضر ولكن يبقى لجامعة دمشق تاريخ مميز من حيث القدم والعراقة والمناهج التي كانت وما زالت تدرس فيها”.

ويقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر و قارئ النقوش الكتابية القديمة مسمارية هيروغليفية أبجدية في المديرية العامة للآثار والمتاحف إن جامعة دمشق من أقدم الجامعات العربية وثانيها من حيث عدد الطلاب و كبرى الجامعات الحكومية السورية وأقدمها نشأت في مستهل القرن العشرين.

ويؤكد السيد أن سورية شهدت منذ الثمانينيات من القرن التاسع عشر نهضة فكرية و علمية تجسدت في افتتاح العديد من المدارس الرسمية في المدن الرئيسية كما أنشئت مدارس مهنية و مدارس تعنى بتخريج المعلمين و التحضير للمدارس العسكرية.

ويشير المؤرخ السوري أنه في عام 1901 اتخذ قرار بإنشاء مدرسة للطب في دمشق و في عام 1903 افتتحت المدرسة الطبية وكانت اللبنة والنواة الأولى للجامعة وضمت فرع الطب البشري و فرع الصيدلة وكانت لغة التدريس في البداية اللغة التركية ثم اعتمدت اللغة العربية في التدريس.

وفي عام 1913 تأسست في بيروت مدرسة الحقوق ثم انتقل مقرها إلى دمشق عام 1914 ثم أعيدت إلى بيروت في أواخر سني الحرب العالمية الأولى وانتقلت المدرسة الطبية من دمشق إلى بيروت عام 1915 وشغلت هناك مقر الكلية الطبية اليسوعية خلال الحرب العالمية الأولى.

ولفت السيد إلى أنه في عهد حكومة الملك فيصل العربية عام 1919 تم افتتاح المعهد الطبي العربي الذي كان يضم الطب والصيدلة و مدرسة للحقوق في دمشق في مبنى يؤرخ بناؤه بعام 1911 والذي كان ملحقاً بالتكية السليمانية و المدرسة السليمية وتم اعتماد اللغة العربية في التدريس موضحا انه في العام 1923 سميت مدرسة الحقوق معهد الحقوق وبالتزامن مع وجود معهد الحقوق في نفس المبنى وفيما بعد اتخذ قسم منه لإعطاء دروس التشريح لطلاب المعهد الطبي لافتا الى أن وزارة التربية لاحقا شغلت هذا المبنى لسنوات قبل أن يصبح مقراً لوزارة السياحة.

وأشار الى انه تم ربط معهدي الحقوق والطب والمجمع العربي ودار الآثار العربية بمؤسسة واحدة تحت اسم الجامعة السورية ثم فصل في عام 1926 المجمع العربي ودار الآثار عن الجامعة.

02

وفي العام 1924 أوضح الباحث أن المعهد الطبي العربي بدمشق أصدر المجلة الطبية العربية وانه في العام 1928 أنشئت مدرسة الدروس الأدبية العليا وربطت ادارتها بالجامعة ثم أصبح اسمها عام 1929 مدرسة الآداب العليا التي أغلقت عام 1935-1936.

وأكد المؤرخ السوري أنه بعد رحيل الاحتلال الفرنسي و استقلال سورية في 17 نيسان عام 1946 شهدت الجامعة السورية مرحلة جديدة من التحديث و التطوير بعد حصول رئيسها على اعتراف الحكومة السورية باستقلاليتها و في العام 1958 صدر قانون جديد لتنظيم الجامعات في إقليمي الجمهورية العربية المتحدة الشمالي والجنوبي عدل بموجبه اسم الجامعة السورية و سميت جامعة دمشق.

1

وبصدور اللائحة التنفيذية لهذا القانون في عام 1959 أصبحت جامعة دمشق تتألف من الكليات الآتية: الآداب و الحقوق والتجارة والعلوم والطب وطب الأسنان والهندسة والتربية والشريعة وبات من حقها أن تمنح شهادات في الدراسات العليا.

ويشير نائب مدير المخابر أنه في عام 1963 صدر عن المجلس الوطني لقيادة ثورة الثامن من آذار المرسوم التشريعي رقم 186 الذي يقضي بتأميم الكتب الجامعية وتنظيم تأليفها وطبعها وبيعها لافتا الى أن الحركة العلمية و الفكرية ازدهرت بعد الحركة التصحيحية عام1970 التي قادها الرئيس الخالد حافظ الأسد كما توسعت الجامعة أفقيا لتشمل المحافظات الجنوبية في عهد السيد الرئيس بشار الأسد.

يذكر أن الدستور السوري ينص على أن الدولة تعمل على تسهيل سبل التعليم الذي تتمتع مؤسساته بالاستقلال المادي والإداري.

عماد دغلي