حلب تشيّع ابنها الأديب الكبير وليد إخلاصي صاحب الخمسين كتاباً

حلب-سانا

شيعت مدينة حلب اليوم ابنها الأديب وليد إخلاصي الذي غيبه الموت أول أمس عن عمر ناهز 87 عاماً بعد الصلاة على جثمانه في جامع نفيسة بحي حلب الجديدة ليوارى الثرى في المقبرة الحديثة بحضور أدباء ومفكرين ورواد الحركة الثقافية في المدينة.

وبين جابر الساجور مدير ثقافة حلب في تصريح لمراسل سانا أن الأديب إخلاصي ترك إرثاً عظيماً ضم عشرات الأعمال الأدبية في المسرح والرواية والقصة والدراسات فكان من رواد التجريب والحداثة وصاحب فضل في رفع الذائقة الفكرية والفنية عند القراء من خلال ما تركه من نتاج عبَر خلاله عن أوجاع وآلام الناس معرباً عن أمله بأن يقدم الأدباء الشباب على إعادة قراءة أعمال هذا الأديب الكبير والنهل من تجربته الغنية.

وتحدث الدكتور فاروق سليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب عن إخلاصي بوصفه قامة ثقافية سورية مهمة لها حضورها البارز والواضح إبداعاً وفكراً ونقداً تجلت في أكثر من خمسين مؤلفاً ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة في سورية وخارجها حتى غدت محط الباحثين والدارسين منوهاً بسلوكه الإنساني الطيب ومحبته للناس وتطلعه لبناء مجتمع أفضل.

وبين الدكتور أحمد زياد محبك رئيس فرع اتحاد الكتاب في حلب أن الراحل أديب كبير وصديق عزيز وابن هذا الوطن الذي ارتبط معه بعلاقة حب متوقفاً عند نتاجه الثري المتجدد والمتطور في المسرح والرواية والقصة ومواكبته لقضايا المجتمع العربي وشخصياته حيث استطاع امتلاك قلوب الأدباء والمثقفين بسماحته وطيب خلقه وتقبله للنقد.

ووصف الكاتب عبدو محمد الراحل إخلاصي بأنه كان أستاذاً لزملائه في اتحاد الكتاب وذا أياد بيضاء على الأدباء وصاحب مواقف وطنية مخلصة لهذا البلد معرباً عن حزنه لرحيله.

ولفت عماد الدين غضبان عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى خسارة حلب قامة كبيرة بوفاة الأديب إخلاصي الذي أثر في الحالة الأدبية والمعرفية في المدينة في النصف الثاني من القرن الماضي متقدماً بالعزاء لكل مدينة حلب بفقدان هذه الخسارة الوطنية.

وأكد الدكتور سعد الدين كليب الأستاذ في كلية الآداب بجامعة حلب أن خسارتنا بفقدان وليد إخلاصي الذي جمعته به صداقة منذ أربعين عاماً كبيرة وبمختلف المعاني ولا سيما بما اتصف به من جوانب الإبداع والسلوك والفكر وكونه واحداً من القلائل الذين اشتغلوا في مجمل الأجناس الأدبية فغدا مجيداً فيها كلها دون استثناء إضافة إلى شخصيته الفريدة حيث ظل عبر سنوات الحرب على ثقة بأن هذه المرحلة مؤقتة وأن الأمور سوف تعود إلى نصابها مشيراً إلى أن فرادة إخلاصي تجلت بأنه واحد من الحداثيين الكبار والمجربين الكبار على صعيد المسرح والقصة الحداثية مؤرخاً من خلالهما لمدينة حلب وأهلها.

الفنان غسان دهبي اعتبر أن إخلاصي زرع الثقافة في سورية والوطن العربي وشكل قامة فنية وأدبية وثقافية وسياسية وصلت إلى العالمية من خلال ترجمة أعماله الأدبية ومسرحياته وتقديمها على خشبات الكثير من الدول مستعرضاً لمنجز إخلاصي المسرحي حيث كان من المؤسسين لمسرح الشعب وحضوره للعروض المسرحية ولا سيما الشبابية وتشجيعه كتابها حتى في سنواته الأخيرة.

يذكر أن الأديب إخلاصي الذي منح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة سنة 2005 ترك إرثاً أدبياً كبيراً ومن مؤلفاته (لوحة المسرح الناقصة) وتتضمن أبحاثاً ومقالات في المسرح أما في القصة فهنالك (نظارات أبو الزرابيل- التقرير- خان الورد- الطين – ما حدث لعنترة)  وفي الرواية (أحضان السيدة الجميلة-أحزان الرماد-الحنظل الأليف-زهرة الصندل-باب الجمر-دار المتعة-شتاء البحر اليابس- وفي المسرح (الأيام التي ننساها- الديب- كيف تصعد دون أن تقع-يوم أسقطنا طائر الوهم- أوديب مأساة عصرية- مقام ابراهيم وصفية) حيث نشرت هذه الأعمال في سورية ولبنان وليبيا وتونس وبريطانيا وغيرها.

قصي رزوق

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

 

انظر ايضاً

“إلى حلب”… يوم ثقافي في بلجيكا يحكي تراث مدينة حلب- فيديو

بروكسل-سانا نظم مركز بيرويه الثقافي في بلجيكا يوماً تراثياً حمل بمفرداته الثقافية تراث مدينة حلب …