الشريط الإخباري

(صراع الهوية في العلاقات الدولية)… بحث في المشروع التاريخي للهيمنة الغربية

دمشق-سانا

سعى الغرب في القرون الأخيرة للسيطرة على العالم وتوجيهه كيفما يشاء والتحكم بمصائر الشعوب وقلب ثقافاتها وأسلوب حياتها لتصبح مرتبطة به مع فرضه فرادته على العالم كهوية نرجسية ترى مصالحها حقوقا لا تدانيها الشكوك وباقي الامم والشعوب وفي طليعتها العرب مكملات تخدم وجوده.

لذلك ظل الصراع على الهوية في العلاقات الدولية مثقلا في ثناياه بإشكالية الحضارة وسؤالها المفتاحي “هل إقصاء العرب من التاريخ وهم انتهى أم هو مشروع مستمر…” ليجيء كتاب “صراع الهوية في العلاقات الدولية” للدكتور جاسم زكريا الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في سبيل الاجابة عن هذا السؤال الكبير.

الكتاب حمل صفة البحث العميق فهو يستعرض أسباب ظهور حضارات بعينها وازدهارها ومحاولاتها فرض وجودها العالمي مثل تدمر وقرطاج ومسارعة الغرب للقضاء عليها لأنه لا يريد لحضارات أخرى مختلفة عنه أن تقف أمام مشروعه السياسي.

تألف الكتاب من ثلاثة أبواب و450 صفحة حيث تناول بابه الأول فلسفة العلاقات الدولية وقدم عبر خمسة فصول عناوين غنية بهذا المحور منها العلاقة بين الفلسفة والمجتمع الدولي والقانون وفكر القانون الطبيعي والحضارة والدولة من يصنع الاخر والتسامح والطريق الى دمقرطة العلاقات الدولية والصراع الدولي وفكرة صدام الحضارات.

ملامح الهوية لدول العالم في الحضارات القديمة كانت صلب الباب الثاني حيث تحدث الكاتب عبر ستة فصول عن الدولة والهوية في اطوار العروبة الأولى والدولة والهوية لدى الاغريق وروما واثر الدولة الرومانية في العلاقات الدولية ومكانة الصين والهند واليابان ومحاولات صعودها كإمبراطورية عالمية.

فيما حمل الباب الثالث عنوان الغرب والعالم عقدة التفوق وعقيدة الاستكبار وتحدث عبر أربعة فصول عن أوروبا وفكرة “شعب الله المختار” وأوروبا العالم وثلاثية الاستعلاء والاستغلال والاستعمار والقانون الدولي الغربي يحكم العالم وقيم الغرب وروح العصر.

وخلص الكتاب في خاتمته إلى نتيجة بأن ثمة نظاما عالميا جديدا يتشكل الآن أو في الأصح تكشفت مفردات تشكيله التي ربما رسمت منذ زمن بعيد والتي تقوم على مبدأ هندسة الشعوب وإعادة التقسيم ورسم حدود دامية لكيانات صغيرة متناحرة وذلك كخطوة استباقية لمصادرة المستقبل.

ويدق الكتاب ناقوس الخطر لناحية ما يعمل به من مخططات التجزئة القائمة والحروب القادمة وإطلاق تسمية الدولة الفاشلة كمبرر لمخططات الغزو الخارجي بغرض محو الهوية وازالة الدولة.

يذكر أن الدكتور جاسم زكريا أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة دمشق وله العديد من الكتب والمراجع المنشورة منها “مفهوم العالمية في التنظيم الدولي المعاصر” و”مبدأ التوازن في السياسة الدولية” و”مبادئ علم السياسة والقانون الدولي الإنساني بين النظرية والتطبيق”.

رشا محفوض

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency