حضارات شرق الرافدين منحت النساء حقوقهن كاملة

حمص-سانا

تباينت نظرة حضارات منطقة الشرق القديم للمرأة وتعاملها معها ما بين التقديس والقسوة ولكنها رغم ذلك ظهرت في الأساطير والعقائد الدينية كآلهة ويسجل التاريخ توليها لمقاليد الحكم فضلا عن حضورها المؤءثر في المعابد والفنون والقوانين.

وتناولت المحاضرة التي أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص للباحث والمترجم محمد الدنيا جوانب من مكانة المرأة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المجتمعات الشرقية القديمة.

وأوضح الدنيا في محاضرة جاءت بعنوان النساء في شرق بلاد الرافدين أن النصوص المكتوبة واللقى الاثرية والرموز الآشورية والبابلية أكدت أن حواء السومرية كانت أول وجه أنثوي يظهر في حكاية خلق العالم.

وتحدث الدنيا عن اهتمام الأساطير والتقاليد والقوانين في وادي الرافدين بالأنثى ومنها قوانين اشنونا البابلي وحمورابي الآشوري فاعترفت بمكانتها في تنظيم الاسرة واعطائها حقوقها كاملة فكانت ذات سيادة مالية مستقلة وتقلدت وظائف ادارية وقضائية مختلفة.

ولفت المحاضر الذي وثق محاضرته من مصادر عربية وأجنبية إلى أن تلك البلاد تميزت المرأة السومرية فيها بمهنة الكتابة التي كانت تقتصر على بنات الاسر الغنية والموظفين.

ومن المهن المميزة التي مارستها النساء في بلاد الرافدين وفقا للدنيا العزف والغناء على الآلات وهو ما عكسته الاختام واللقى الاثرية وكتابات الرقم الطينية كما وردت اشارات في بعض الرقم تحدثت عن تخصص مجموعة من كاهنات المعابد في الرثاء والنواح والعزف الحزين اضافة الى امتهان المرأة السومرية لمهن كثيرة كالخياطة وتزيين الشعر.

ويقارن الدنيا بين أوضاع مختلفة للمرأة في حضارات بلاد الرافدين بين التعامل معها كسلعة تجارية يمكن بيعها وشراؤءها وتقديسها كالهة مثل نينور ساك آلهة خلق البشر والولادة وإنانا السومرية آلهة الحب التي عرفت فيما بعد باسم “عشتار”.

ويتوقف المحاضر عند امثلة من النساء تبوأن إدارة الحكم وأشهرهن الاميرتان السومريتان بوآبي وكو بابا وهذه المرأة الوحيدة التي حكمت البلاد بمفردها دون مشاركة زوجها او ابنها.

كما استعرض الدنيا قوانين متعلقة بزواج المرأة الرافدينية كمهرها وميراثها واستشهد بالعديد من النصوص التاريخية التي تدل على مكانتها وأسلوب حياتها وطريقة تفكيرها.

تجدر الإشارة إلى أن الباحث “الدنيا” مجاز في اللغة الفرنسية وهو عضو اتحاد الكتاب وأمين سر اتحاد كتاب حمص وفي رصيده أربعون كتابا مترجما وروايات وقصص قصيرة صادرة عن وزارة الثقافة ومئات المقالات والدراسات المترجمة في العديد من الدوريات المحلية والدولية.

حنان سويد