الحجر الرحيباني جودة وصلابة ولون… والحرفيون يطلبون الدعم

ريف دمشق-سانا

جودته وتميز لونه ومقاومته للماء مكنت الحجر الرحيباني من تبوؤ المراتب الأولى بين مختلف أنواع الحجر المنتج في سورية ومراكز متقدمة في الأسواق الخارجية.

أشكال مختلفة من الحجر نحتت وشكلت بأيدي حرفيين مهرة يتواجدون في المناشر الموزعة في الرحيبة بريف دمشق تميزوا بخبرتهم وقدرتهم على التعامل مع الكتل الحجرية الكبيرة واستخراج البلاط والرخام وغيرها من المواد التي تدخل في إعادة الإعمار والتي تشكل داعماً كبيراً للاقتصاد الوطني.

علي غنام صاحب معمل لإنتاج الحجر أوضح لمندوبة سانا التي زارت مكان العمل أنه ورث المهنة عن والده منذ عام 1985 وكان يستخرج الحجر الموجود في جرود المدينة بأدوات بدائية قديمة مثل المقص وحاليا دخلت عليها الكثير من التقنيات مثل التركسات والحفارات وأسلاك القطع والذراع القاطع لتقطيع الحجارة لكن الاستمرار فيها يتطلب دعم وتأمين مستلزمات الإنتاج ولا سيما المازوت والكهرباء كون هذه الحرفة أساس معيشة الكثير من السكان في المدينة.

الحجر الرحيباني يستخدم في أعمال الاكساء والأدراج والمطابخ والتلبيس الخارجي للمنازل وله اشكال مختلفة مثل المبوز والمجلي والمسمسم والمكعب والأعمدة والمشربيات صممت بحرفية عالية وفق غنام الذي أكد أن هذا العمل صعب ويحتاج إلى الجهد والمهارة والإنتاج يسوق ضمن جميع المحافظات والحجر الرحيباني له زبونه الخاص لصلابته ومتانته.

الحرفي فراس عبد الكريم جريش ورث هذه المهنة عن اجداده أيضا وبين أن آلية عمله تتمثل بنشر الحجر القادم من المقالع على شكل ألواح ومن ثم تقطيعها حسب طلب الزبون لافتا إلى أن الحجر اتسعت مجالات استخداماته فبات يطلب للمجالي والمطابخ وملابن الأبواب والنوافذ وتلبيس المنازل والنحت ويقدر إنتاجه اليومي بنحو 100 متر واعتماده يتركز أكثر على بيع الكتل الحجرية.

ويأمل جريش تأمين الوقود للمناشر وخط كهرباء صناعي خاص بهم للحفاظ على الحرفيين وتمكينهم من تشغيل اليد العاملة وتوفير الحجر اللازم لإعادة الإعمار.

الحجر يخضع لأكثر من عملية قبل ان نراه بشكله الحالي وفق فادي الزين وهو حرفي مخرطة مشيرا إلى أنه يقوم بخراطة الأحجار القادمة من المقالع بأشكال مختلفة منها الكرات أو الأعمدة أو التيجان وتستخدم في بناء درابزين الأدراج وشرفات الفلل أو الأبنية.

المهندس الجيولوجي سعد الدين الجاروف أشار إلى أن مناشر الحجر كانت ناشطة قبل الحرب الإرهابية وبلغ عددها 145 موقعاً مرخصة من قبل المؤسسة العامة للجيولوجيا وكان يغطي إنتاجها حركة البناء في جميع المحافظات ويرفد الاقتصاد بقطع التصدير.

الجاروف كشف عن مواقع جديدة دخلت في الإنتاج مثل العقاب والمحسا والخرنوبي وأصبحت الرحيبة عاصمة الحجر ويعمل الأهالي في هذه الحرفة منذ عام 1960 ويتميز الحجر بثبات لونه وقساوته وعدم امتصاصه للماء مؤكداً أنه نتيجة الظروف الحالية وعدم توافر المازوت والمواد المتفجرة تراجع عدد المواقع إلى نحو 15 موقعاً وارتفعت أسعار الحجر كثيراً والعمل حالياً يتركز على بقايا المقالع القديمة والردميات.

سفيرة إسماعيل

 

انظر ايضاً

الحجر الرحيباني جودة وصلابة ولون… والحرفيون يطلبون الدعم

تصوير: أيمن نصر