أزمة الغواصات تشعل سباق تسلح نووي عالمياً من جديد

عواصم-سانا

أشعلت صفقة الغواصات النووية بين الولايات المتحدة وأستراليا “سباق تسلح نووي” تتنافس عليه دول كبرى وحذرت من تداعياته دول بينها كوريا الديمقراطية كونه سيخل بالتوازن الاستراتيجي ويهدد السلام والاستقرار العالميين.

“هناك بعض الاندفاع على التسلح في منطقة الهندي والهادئ” تأكيد جاء على لسان الأستاذ في جامعة يونسي جون ديلوري لوكالة الصحافة الفرنسية مبيناً “وجود شعور بأن الجميع يفعل ذلك” في إشارة إلى سعي العديد من الدول نحو هذا السباق.

وتوافق المسؤولة في المعهد لوسي بيرد سدورو رأي ديلوري قائلة: إن هناك “منحى تصاعدياً في تلك المنطقة خلال السنوات العشرين الماضية”.

وكانت كوريا الجنوبية أجرت الأربعاء الماضي تجربة إطلاق لصاروخ بالستي من غواصة كما أعلنت الولايات المتحدة بدورها مؤخراً عن إطلاق شراكة أمنية ثلاثية جديدة مع أستراليا وبريطانيا لتزويد كانبيرا بغواصات نووية مسلحة وبموجب الاتفاق تحصل أستراليا على تكنولوجيا بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية من الولايات المتحدة وبريطانيا.

كوريا الديمقراطية نددت بالاتفاق المذكور بين أستراليا والولايات المتحدة وحذرت من أنه سيؤدي إلى سباق تسلح نووي مؤكدة أن المعايير المزدوجة للولايات المتحدة تقوض النظام الدولي والأعراف المقبولة عالمياً وتهدد السلام والاستقرار العالميين خصوصاً التوازن الاستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

الصين ودول الجوار بدورهم انتقدوا الاتفاق ورأوا أنه يقضي على الاستقرار الإقليمي والنظام الدولي لحظر انتشار الأسلحة النووية.

وبعد أن أخرج التحالف الدفاعي “الأسترالي الأميركي البريطاني” الجديد الفرنسيين من اللعبة والذين وصفوه بـ “الطعنة بالظهر” سلطت سلسلة تجارب الصواريخ والصفقات الدفاعية في المحيط الهادئ الضوء على سباق تسلح متصاعد مع تزايد التنافس بين الدول.

ففي أوائل أيار الماضي نقلت صحيفة تايمز البريطانية تصريحاً على هامش منتدى نظمه “معهد ماكين للقيادة الدولية” بواشنطن حذر خلاله هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق ووزير الخارجية في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد من خطر المواجهة المفتوحة بين الدول الكبرى على وقع السباق المحتدم نحو امتلاك الأسلحة النووية.

تاريخياً وبحسب موقع اندبندنت عربية فإنه بين يوم الـ 16 من تموز عام 1945 حيث أول تفجير تجريبي في التاريخ تقوم به السلطات الأميركية لقنبلة ذرية كان وزنها 20 طناً وتحمل الاسم الكودي “ترينيتي” في ألاموغوردو بنيومكسيكو ويوم الـ 21 من كانون الثاني عام 1954 مع إعلان البحرية الأميركية تدشين أول غواصة تعمل بالطاقة النووية “يو إس إس نوتيلوس” ضمن ترسانتها العسكرية تغيرت المعادلات وبصورة متسارعة قواعد الحروب البحرية وقواعد الردع الاستراتيجية المتبادلة بين الدول الكبرى بعدما بات السلاح النووي إحدى ركائز امتلاك القوة والقدرة.

وعلى خطى واشنطن شهد العالم خلال العقود الأولى من الحرب الباردة وما بعدها سباقاً محموماً بين عدة دول نحو تدشين غواصاتها النووية الخاصة القادرة على حمل أسلحة استراتيجية وتجاوز عددها في الخدمة حالياً أكثر من 150 غواصة نووية استراتيجية وبحسب موقع “فوربس” فإن الولايات المتحدة تمتلك نحو 70 غواصة منها.

وعلى الرغم من أن ألمانيا النازية كانت صاحبة الباع الأطول والأشهر في امتلاك الغواصات التي أنتجتها خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945 ومثل هذا النوع من الأسلحة الاستراتيجية التهديد الأكبر لدول الحلفاء في السنوات الأولى للحرب فإن تلك الغواصات لم تكن قد وصلت بعد حد العمل بمحركات تحمل صواريخ نووية وكانت الولايات المتحدة هي الدولة الأولى التي تقتحم ذلك المجال في منتصف خمسينيات القرن الماضي.

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية وانطلاق الحرب الباردة تسارعت وتيرة التسلح النووي وأصبحت الغواصات النووية جزءاً من مثلث الردع النووي بين القوى الكبرى في العالم لتعيد اليوم أزمة صفقة الغواصات النووية بين واشنطن وكانبيرا سباق التسلح النووي إلى السطح مجدداً.

انظر ايضاً

لودريان يهاجم واشنطن بسبب أزمة الغواصات الاسترالية

نيويورك-سانا شن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان هجوماً جديداً على الولايات المتحدة بسبب قضية …