قرية سهوة الخضر في السويداء… مقومات مغرية للاستثمار السياحي

السويداء-سانا

مقومات متنوعة طبيعية وبيئية وأثرية تمتاز بها قرية سهوة الخضر بريف السويداء الجنوبي الشرقي بما يجعلها مؤهلة لتكون أحد أهم الاستثمارات في مجال صناعة المنتج السياحي.

سهوة الخضر التي تبعد عن مركز محافظة السويداء نحو 25 كيلومترا تعد وفق رئيس مجلسها البلدي فيصل مذكور إحدى القرى الريفية السورية التي تشتمل على تضاريس وطبيعة متنوعة كالجبال العالية والقمم المرتفعة والأودية والسهول والمنحدرات الصخرية والجروف العالية.

وتعد سهوة الخضر كما بين مذكور صلة وصل وممرا حقيقيا لقرى عدة مثل تل اللوز وبهم وأبو زريق وتربط أيضا بين مدينة صلخد ومنطقة ضهر الجبل وتتربع على تلتين متقابلتين بينهما واد ينصف القرية جنوبا وشمالا إضافة إلى وجود منطقة أثرية تعود لعصور قديمة جدا منوها كذلك إلى وجود مواقع دينية فيها وبيوت ريفية مبنية من الحجارة البازلتية تتصدر المشهد في القرية وتتوزع على سفح صخري منحدر.

والتنوع الجغرافي والأثري في قرية سهوة الخضر وفقا لمذكور لا يقل أهمية عن الموقع الطبيعي حيث تعد دائمة الخضرة لانتشار الأشجار المثمرة فيها مثل الكرمة والتفاح ومكانا سياحيا مميزا لاعتدال المناخ صيفا فيها إضافة إلى وجود سد السهوة الذي يعد ثاني أكبر سد بالمحافظة بسعة تخزين 9 ملايين متر مكعب من المياه وهي حاليا قيد الاستثمار في زراعات الخضار التي تزيد المساحة الخضراء في المنطقة ذات المردود الإيجابي سياحياً.

وأشار مذكور إلى أهمية استثمار المقومات الموجودة في قرية سهوة الخضر لجعلها سياحية بامتياز مبينا أن المجلس البلدي وضع أولوية للإضاءة على السياحة بالقرية والاهتمام بالواقع الخدمي والمرافق العامة والشوارع والصرف الصحي لضمان بيئة جيدة لارتياد السياح كما وضع خطة لإقامة مشاريع واستثمارات سياحية كما يتواصل بشكل دوري مع دائرة الآثار للحفاظ على مقومات المواقع الاثرية بالقرية كموقع الحصن والعمل على إدراجها ضمن المواقع الأثرية السياحية في سورية.

ووفقا لرئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان فإن قرية سهوة الخضر تتربع على تلال طبيعية بارتفاع حوالي 1500 متر عن سطح البحر وتتميز بطبيعتها الجغرافية ووجود البيوت السكنية والمباني الدينية القديمة فيها على تلة صخرية تدعى الحصن حيث تراكبت العمارة بشكل متدرج فيها مبينا أن الشواهد الأثرية دلت على أن القرية أخذت اسمها القديم من كلمة السهوة التي ذكرت في أحد النقوش الصفائية والتي تعني الصخرة الصلدة أو القاسية ثم نسبت إلى الخضر عليه السلام في العصر الإسلامي فدعيت بسهوة الخضر.

وبين رئيس دائرة الآثار أن سهوة الخضر ذكرت في كتابات الرحالة ومؤلفات بعثة برنستون الأمريكية برئاسة بتلر الذي وصف القرية بأنها نبطية مزدهرة وعثر فيها على نقوش كتابية يونانية ولاتينية مشيرا إلى أن ما يميز القرية أيضا وجود كنيستين ومعبد بقي منه أساسات من الجهة الغربية من الحصن كما أنها تقع ضمن محيط أثري كالتلال الأثرية مثل تل جفنة وتل الخزر وعين بدر التي عثر فيها على أدوات صوانية تعود لعصور ما قبل التاريخ ما يشير إلى الاستيطان البشري القديم فيها.

ووفق كيوان فإن البلدة القديمة فيها تجمع بين العمارة الأثرية والتراثية لذلك تعد من أجمل البلدات القديمة في محافظة السويداء وتكوينها المعماري انسجم مع تلة الحصن الصخرية كما أن وجود واد يخترق القرية بين تلين بنيت عليهما البيوت السكنية أعطاها قيمة مضافة منوها كذلك الى تمتع أهالي القرية بحب كبير للضيف والاحتفاء بالزوار والتمسك بالعادات والتقاليد وحمايتهم للتراث الثقافي.

ولفت كيوان إلى أن سهوة الخضر تجمع كل المقومات السياحية النموذجية ففيها السياحة الثقافية كونها تتميز بوجود مواقع أثرية والسياحة الطبيعية المتمثلة بانتشار الأشجار الحراجية والمثمرة التي تكسوها مع وجود سد مائي ومنطقة عين عمان الغنية بالمياه والزراعات المروية والتي يوجد فيها سد روماني قديم إضافة الى السياحة الدينية حيث مقام الخضر الاساسي ومقام مشيد في أعلى الحصن بإطلالة رائعة حيث جرت في الآونة الأخيرة تنمية هذا المكان معماريا ليكون مقصدا سياحيا مؤكدا أهمية تضافر جهود مديريتي السياحة والآثار والمجلس البلدي لتحقيق تنمية سياحية مستدامة في سهوة الخضر وتوفير الدعم المالي لتطوير السياحة فيها.

عمر الطويل

انظر ايضاً

قرية سهوة الخضر في السويداء… ربع سكانها يربون الأبقار وينتجون 2 طن من الحليب يومياً

السويداء–سانا تميز في مجال تربية الأبقار تشهده قرية سهوة الخضر بريف السويداء الجنوبي الشرقي بما …