الشريط الإخباري

الشاعر خالد بيطار يعبر عن ذاته في القصيدة العمودية الكلاسيكية

دمشق-سانا

نهل قصائده من المدرسة الكلاسيكية الصرفة في الشكل والمضمون الذي لا يخرج فيه عن الغزل والوصف والحكمة ولكنه آمن بالحفاظ على لغة الشعر الرصينة ووحدة القصيدة الموضوعية ليغدو الشاعر خالد مصطفى بيطار واحداً من قلة لا تزال تكتب القصيدة العمودية الرصينة على نهج الأجداد.

ويرى الشاعر بيطار في حديث مع سانا الثقافية أن المدرسة التقليدية في الشعر هي الأصل وما جاء بعدها هو اشتقاق منها وليس امتداداً لها موضحاً أن الأصل في القصيدة وما يميزها عن النثر هو الوزن والموسيقا والقافية وكل نص يخلو منها فليس من الشعر بشيء وهذا ما يجعل للشعر وقعاً في النفس وسحراً وجاذبية لا يمتلكها غيره من الكتابات.

ويعتقد بيطار أن كل قصيدة لا تلتزم مقومات الشعر العمودي ليست شعراً وأولى لها أن تصنف ضمن أجناس أدبية أخرى وحجته في ذلك أن الشعر الموزون سهل الحفظ ويمتلك ذاكرة الشعوب على مر التاريخ ويعبر عن الحالات الاجتماعية التي يعيشها الشاعر منتقداً ما سماه غموضاً وضبابية في قصائد شعراء اليوم مما لا يفهم ولا يحفظ ولا يعبر عن الواقع.

وعن علاقة دراسته الأكاديمية للفلسفة بالشعر رأى أنه ليس هناك علاقة مباشرة تربط بينهما أو بباقي العلوم الإنسانية عدا الأدب والنحو واصفاً العلاقة بين الفلسفة والشعر بالمعرفية لأنها تضيف جماليات في المعنى كعلاقة الشاعر بالثقافات الأخرى وبالطبيعة وبمثقفي المجتمع.

ويرى بيطار أن الفلسفة انعكست على شعره وأفكاره ونظرته للحياة وقدرته على تصوير الواقع المعاش بخيره وشره وإدراك جمال الطبيعة والعلاقة التي تجمع بين الناس أو تفرقهم وبالتالي فهي تغني قدرته على ترجمة مشاعره وأحاسيسه إلى شعر.

وبعد عودته من الغربة عاد له الشوق للكتابة في مواضيع متعددة الأغراض ليصدر ديوانه الأول (تراتيل على إيقاع العمر) يجمعها خيط واحد التزمه في جميع قصائده وهو التجربة الشخصية والمشاهدة العيانية والإيمان المطلق بما يطرحه من أفكار لا كمن يختلق المواضيع من خياله ويجسدها في شعره على أنها واقع مبيناً أن كل ما يكتبه من قصائد نابع من ذاته وتجاربه وعلاقاته موزعة بين الغزل والوصف والحكمة مع تصوير واقع الوطن والمواطن.

وعن سبب تأخره في إصدار نتاجاته الشعرية أوضح بيطار أنه كان يعتبر أن الشعر من الخصوصيات وكان يكتبه لنفسه ولمن يحبه إضافة إلى انشغاله بالدراسة والتدريس والسفر علماً أن أول بيت كتبه وأول مسابقة شعرية فاز بها كان من نصف قرن أو يزيد قليلاً وكان يعتبر ذلك تجربة جميلة.

وكان ديوانه الأول ثمرة من ثمرات وسائل التواصل الاجتماعي الذي قربت المسافات وأسهمت في التواصل بين الشعراء وتلاقح الأفكار والمنافسة الإيجابية بينهم إضافة إلى تشجيع زوجته الأستاذة الجامعية الدكتورة منى بيطار وإصرارها على نشر ما كان يكتب.

ويبين بيطار أن كل نتاج فكري لا بد له من أرضية ينمو فيها موضحاً أن الرغبة في ملء هذا الفراغ محرض قوي لإثمار الإلهام الشعري عدداً كبيراً من القصائد والمقطوعات الشعرية التي نشرت وستنشر له.

شذى حمود