الشريط الإخباري

وسع أفق الأمل أمامه.. محمد سليمان ينهض بمشروع تسمين خراف ناجح

اللاذقية-سانا

بروح من المسؤولية العالية والحس التشاركي العميق تواصل المؤسسات الرسمية والأهلية دعمها المستمر لأسر شهداء وجرحى الجيش العربي السوري حيث تم خلال السنوات الأربع الماضية دعم و تمويل المئات من هذه الأسر للنهوض بمشروعات صغيرة مدرة للدخل تساعدهم على تحمل أعباء الحياة و مواجهة متطلباتها المتزايدة و هو ما أحدث انعطافة نوعية في حياة كثير من المستفيدين من هذا الدعم الذي عادة ما يتضمن شقا ماديا وآخر متصلا بتقديم الخبرات الفنية اللازمة.

بدوره حظي الجندي البطل محمد نجيب سليمان بفرصة الانطلاق بأحد هذه المشروعات بعد إصابته خلال الحرب السورية على الإرهاب حيث أكد في حديث له لنشرة سانا الشبابية أنه خلال تاديته لواجبه الوطني ومواجهة الإرهاب في حرستا بريف دمشق أصيب برصاصة إرهابي غادر تسببت له بشلل نصفي ليجد نفسه وقد تحول بعد شفائه نسبيا الى مقعد يحتاج لجلسات طويلة من العلاج الفيزيائي.

وأشار إلى أن حالته المعنوية المحبطة هذه ما لبثت أن تحولت إلى فضاء من الأمل والتفاؤل بمجرد أن عرضت مديرية الزراعة في محافظة اللاذقية أن تقوم بتمويل أحد المشاريع الصغيرة ليعمل عليها لحسابه الخاص و قد تركت له حرية اختيار المجال الذي يريده للعمل فكان أن انتقى تسمين الخراف ليبدأ حياة مهنية جديدة بمساعدة أفراد عائلته وبالتالي ليتمكن من إعالة نفسه على أقل تقدير.

وقال سليمان قامت المديرية بشراء عدد من الخراف الصغيرة لأربيها في الأرض الصغيرة المحيطة بمنزل العائلة في قرية بسنديانة في ريف اللاذقية كما تم رفدي من قبل مشرفين متخصصين بالشروط اللازمة لضمان نجاح عمليات التسمين إذ لابد من توفر مجموعة من العوامل المختلفة منها مايتعلق بالمربي ومنها مايتعلق بالخراف والحظائر وطرائق التربية والرعاية والتسويق إلى جانب التغذية وصحة الحيوان.

ونوه بأن أسرته قامت بإعداد الحظائر والمعالف اللازمة للخراف وفق الإرشادات التي تم توجيهها بها كما قامت بتقسيم وفرز الخراف إلى مجموعات متجانسة حسب الحجم و من ثم بدأت باستجرار المواد العلفية حيث جاءت نتيجة الدورة الأولى من التسمين والتي استمرت حوالي 100 يوم مشجعة الأمر الذي دفعهم إلى الاستمرار في العمل الذي بدأ بعد عدة دورات من التسمين يعطي نتائج مثمرة و يوفر مردودا ماديا جيدا.

وأكد أن الكادر المشرف في مديرية الزراعة كان يقوم بزيارات دورية له لتقييم سير المشروع و دراسة النتائج المرحلية له حيث كان يتم شرح كافة العوامل المساعدة على التسويق و تجهيز الحظائر من حيث المساحة و التجهيزات و التهوية والاتجاه بالإضافة إلى فحص الخراف وتلقيحها دوريا من الأمراض السارية مؤكدا أنه كان يقوم باستشارة الفريق البيطري المشرف كلما دعت الحاجة و كان المشرفون يبدون استعدادا كاملا لإرشاده و تزويده بالبرامج الوقائية والعلاجية اللازمة.

وتابع أشعر اليوم و رغم وضعي الصحي أنني قادر على إعالة نفسي ومساعدة أسرتي و هذا يشعرني بالكثير من الأمان و الطمأنينة خاصة أن المشروع وفر لي عملا مستقرا في وقت لم أكن اعتقد أنه بات بإمكاني القيام بأي شيء لكن وجود المشروع بجوار منزل العائلة بالإضافة إلى الاحتضان الكبير لي من قبل أفراد أسرتي ومن المجتمع ككل جعلني أنظر بطريقة إيجابية نحو المستقبل.

واختتم بالإشارة إلى أن مشروعه الذي بدأ بتسعة خراف مرشح للاتساع في ظل الرعاية التي تبديها الأسرة لعملية تسمين الخراف والإشراف الدوري من قبل مديرية الزراعة على هذا المشروع حيث يتوقع أن يزداد عدد القطيع قريبا بعد البدء بعملية تسويق الخراف الجاهزة للبيع إذ سيقوم بشراء عدد آخر مباشرة لتوسيع مشروعه وانتظار مزيد من النتائج الإيجابية له أملا أن يمن الله عليه بالشفاء العاجل حتى يتمكن من متابعة هذا العمل بنفسه.

مي قرحالي