الشريط الإخباري

مدرسة فنية بفيروزة تخرج جيلاً من التشكيليين الواعدين

حمص-سانا

تحدى مرسم ألوان للفنون التشكيلية في قرية فيروزة بحمص كل ظروف الحرب وواظب على تدريب جيل من الفنانين التشكيليين الصغار ليؤسسوا لحركة فنية تشكيلية تؤتي ثمارها في المستقبل القريب.

الفنان التشكيلي رزق الله حلاق مؤسس المرسم أوضح في حديث مع سانا الثقافية أن المرسم تأسس منذ عشر سنوات مع بدء الحرب ليتنقل بفعلها ضمن أحياء حمص قبل أن يستقر به المقام في قرية فيروزة مستقطباً عشرات الأطفال واليافعين الذين برزت لديهم مواهب متميزة بالرسم وتقنياته الكلاسيكية والحديثة.

ورأى حلاق أن قوافل المواهب الفنية لم تتوقف بالظهور رغم كل الظروف التي ألمت ببلدنا وهي جميعها مشاريع فنية مهمة قابلة للاستمرار والنضوج ويلعب في نضوجها عوامل اجتماعية وتوعوية وتعليمية اختصاصية معرباً عن تفاؤله بوصولها لأقصى حد من الاحترافية لأنها تستحق الأفضل.

وعن الموضوعات التي تحضر في أعمال المرسم يشرح حلاق الذي له تجربة مخضرمة في الحراك التشكيلي وخاصة في رسم الأيقونات التاريخية والدينية أن لكل فئة عمرية موضوعاتها وربما تتلاقى كل الفئات ضمن موضوع واحد.

وقال حلاق: “نحرص على تنشيط وتحريض خيال الطفل ما يفتح آفاقاً خيالية واسعة تساعد في تكوين شخصيته الفنية الاجتماعية وبمروره بفترة المراهقة نقوم بتعديل الموضوعات لتصبح أقرب من الواقعية وصولاً إلى التعليم الأكاديمي ومن ثم الاحتراف فيما بعد مستخدمين لذلك كل التقنيات المتاحة في الرسم بدءاً بالرصاص إلى الألوان الأخرى من خشبية وباستيل وشمع ومائية وزيتية”.

وحول ما يميز المتدربين في ألوان أوضح حلاق أن المرسم لا يستقبل إلا الموهوبين الذين يمتلكون حساً فنياً وذوقاً تشكيلياً راقياً وناضجاً ما يؤهلهم مستقبلاً وبشكل مريح لدارسة الفن التشكيلي في معاهد وكليات الفنون الجميلة مشيراً إلى أن المرسم أقام عدة ورشات ومعارض ومنها معرض “رسامون صغار” ضمن حملة الوفاء لفيروزة.

وعن طموحات المرسم أعرب حلاق عن آمله في أن يلقى المرسم الذي يعمل فيه نخبة من الفنانين دعماً مادياً من الجهات المعنية كي يصل الفنانون الواعدون إلى مبتغاهم في الفن التشكيلي.

بدورها أوضحت الفنانة التشكيلية نسرين حنورة إحدى المدربات في المرسم أنها تعتمد في تقنياتها الفنية على إعادة تدوير الأشياء المستهلكة وهو ما ينمي حس المسؤولية تجاه المجتمع لدى المتدربين من جهة ومن باب آخر يفتح آفاقاً لإنتاج قطع فنية بأسلوب تشكيلي ينسجم مع مواهب هؤلاء ليبدعوا ويقدموا للحركة التشكيلية أشياء جميلة.

الأطفال فادي خزام وجويس يوسف ولين النجار وورد المنصور المتدربون في المرسم أعربوا عن سعادتهم لوجود جهة تحتضن مواهبهم وتساعدهم في إبراز أعمالهم إلى الجمهور من خلال المعارض التي تلقى إعجاب أقرانهم ومحيطهم.

حنان سويد