الشريط الإخباري

أديبة عطية… بصمة سورية نخبوية في المغترب

ملبورن-سانا

أديبة عبدو عطية أخذت من اسمها نصيباً، سائرة على درب اللغة والأدب لتصل غربتها بالوطن وتترجم ذكرياتها وأحلامها بشعرها وحروفها ثيمة مداها سورية الوطن الأم.

طبعت الغربة بصمتها في لغة أديبة المحملة بالشوق والحنين لوطن غادرته في ريعان الشباب وبقي ساكناً في حنايا قلبها تتنفس عبره الحياة والأمل لتستجمع الشاعرة السورية المقيمة في أستراليا ذكرياتها في قصيدة أو نثر ولتحمل فيما بعد اسم سورية قضية تؤكد عبرها انتماءها لأرض الحضارة والثقافة والحياة.

ومع انتقال أديبة ابنة القامشلي إلى المهجر عام 1977 بدأت حركتها الأدبية والفكرية وحققت انتشاراً وشهرة بين أوساط أبناء الجاليات العربية عبر الملتقيات الثقافية إلى أن بدأت الحرب على سورية حيث نشطت أديبة في العمل الوطني والفكري فأقامت ندوات ومحاضرات للتعريف بحقيقة ما يجري في وطنها الأم أمام الرأي العام.

تميزت كتابات أديبة بالحس الأنثوي الأدبي واللغة البسيطة المباشرة والذي يظهر جلياً في مدونتها الشعرية “قطرات الندى” الصادرة في مدينة ملبورن، أستراليا عام 2019 اجتهدت خلالها الكاتبة بتفجير طاقاتها لرسم صور شعرية جميلة مفعمة بالفكر الإيجابي والتفاؤل سبقها “قمر على كتفي” و “همسات الفجر” المترجمان للغتين السريانية والإنجليزية.

وذكرت أديبة في حديث لـ سانا أنها حالياً بصدد إصدار كتاب جديد بعنوان “عربي سرياني” لجامعة بغداد كلية اللغات، قسم اللغة السريانية فاللغتان بالنسبة لأديبة هما الأكثر عاطفية وثراء بين لغات العالم.

“يجب أن يكون لدى الشخص رؤية لما يريد أن يفعل وسيصل إلى ما يريد” بهذه الجملة اختصرت أديبة مفهومها للحياة والإنسان معتبرة أن الطموح هو القيمة المضافة لحياة البشر وبها يمكن التميز والاختلاف.

أديبة التي كانت من بين قائمة نخبة سيدات أستراليا عام 2014 لم تكن فقط مبدعة في المجال الأدبي بل استطاعت أن تحجز مساحة متميزة كسيدة أعمال ناجحة حصلت على العديد من الجوائز في أسترالية وأنشأت وكالة للسفريات والسياحة في أستراليا كما عملت من غربتها في الإعلام وقدمت العديد من الأبحاث المهمة عن الأحداث في سورية كمحاولة لتوضيح حقيقة ما يجري فيها أمام الرأي العام كما أنشأت موقعاً على الإنترنت لتسويق كتبها وكتب زملائها من الكتاب والمفكرين السوريين والعرب ويقدم الموقع كتب تعلم اللغة السريانية إلكترونياً بشكل مجاني.

حرصت أديبة عبدو عطية قبل الحرب على زيارة بلدها الأم كل عام تقريباً وكانت تقضي أغلب أوقاتها بالعاصمة دمشق التي تحتفظ بأجمل الذكريات عنها قائلة: “لا يوجد بلد في العالم يعادل جمال سورية فعشقي لوطني لم تبدده الغربة ولم تختصره المسافات”.

وأضافت إن أعداء سورية حاولوا تغييبها عن الساحة الدولية لكن الإنسان السوري الذي كان حاضراً في كل بقعة من العالم كان يؤكد تميزه وإبداعه وانتماءه لأرض الحضارة وهذا ما بدا جلياً خلال الحرب وأخبار السوريين تملأ الصحف بإنجازاتهم ونجاحاتهم.

وتقول أديبة إن سورية تعرضت لأبشع أشكال الحروب من قتل وتدمير وتهجير تخدم مصالح الدول المتآمرة فتهجير السوريين من منازلهم وتداعياته تحت مسمى “اللجوء” محاولة لسرقة العقول والطاقات الوطنية وسلخهم عن انتمائهم وهويتهم مشيرة إلى أهمية وحدة النسيج السوري الاجتماعي رغم تنوعه وضرورة الحفاظ على الموروثات الثقافية والاجتماعية لتعزيز القيم الأخلاقية والعادات البناءة.

ودعت أديبة السوريين في المغترب إلى توحيد الجهود لدعم الوطن الأم فكما كانت سورية بحاجة الموقف والكلمة في بداية الحرب اليوم هي بحاجة العمل والبناء معربة عن إيمانها بأن سورية ستستعيد عافيتها وستعود أقوى وأفضل مما كانت عليه فهي أرض الحضارات والخيرات وأرض ولادة للخير والعطاء.

مها الاطرش