الشريط الإخباري

من أردوغان المنافق والكذاب- بقلم: أحمد ضوا

يضرب المثل في تركيا بكذب ونفاق رجب طيب أردوغان وبعدم وفائه بالتزاماته وتعهداته حتى لأقرب السياسيين من حزبه والذين ساهموا في وصوله إلى سدة الرئاسة التركية.

في الأمس أطلق الدجال والمراوغ أردوغان تصريحاً حول حرصه على وحدة وسيادة الأراضي السورية بعد أيام من قيام سلطات نظامه بتوزيع هويات تركية على المواطنين السوريين في المناطق التي تحتلها بلاده الأمر الذي يعكس أطماعه وأحلامه العثمانية وبما ينسف تصريحه الأخير عن وحدة وسيادة الأراضي السورية.

ليست المرة الأولى التي يبوح بها أردوغان عن نفاقه باحترام بلاده لسيادة سورية ووحدة أراضيها وفي نفس الوقت يعزز قواته وإجراءاته التي تمس بهذه السيادة وأعراف حسن الجوار المتعارف عليها بين الدول.

فمنذ التدخل التركي السافر في الشؤون الداخلية السورية قبل نحو عشر سنوات لم يفِ هذا النظام بتصريحاته والتزاماته وقام بانتهاك السيادة السورية عبر فتح حدوده للمئات من الإرهابيين الدوليين وقيامه بالتعاون معهم على ارتكاب ما يمكن اعتباره سرقة موصوفة للنفط والمصانع السورية، وتطور الأمر إلى الدعم العسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية وصولاً إلى احتلال أجزاء من الأراضي السورية وفرض سياساتها التتريكية على المواطنين السوريين كخطوة تصعيدية في إطار مشروعه العدواني المبيت على سورية.

كذلك الأمر لم يفِ هذا النظام المجرم والمراوغ بالتزاماته للجانب الروسي وفق اتفاق سوتشي ومفاوضات آستنة والتي قضت بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وإفساح المجال أمام السوريين لبناء وطنهم وتحديد مستقبله السياسي.

قد يعتقد قلة من المتابعين للسياسة التركية أن تصريح أردوغان يحمل تحولاً وانعطافاً في السياسة التركية مواكبة للتغييرات والتطورات السياسية في المنطقة ولكن هذا التقدير يبقى دون أي قيمة إذا لم يترافق بإجراءات عملية على الأرض تخلص إلى سحب القوات التركية بالكامل من الأراضي السورية وإغلاق الحدود أمام الإرهابيين الدوليين والتوقف عن توظيف مأساة المهجرين السوريين لتحقيق أهداف سياسية.

إن تصريح أردوغان يحمل بين طياته ما يتناقض مع فحواه العام وخاصة فيما يتعلق بمزاعمه ضمان مستقبل مشرق لسورية وخاصة أن الحكومة السورية لم تطلب من النظام التركي المساهمة في هذا الشأن والشعب السوري بكل تكويناته لا يقبل بأي مبادرة من نظام إخواني يقوم على توظيف الدين لأغراض سياسية وعدوانية.

من المعلوم أن أردوغان يحاول حرف الأنظار عن أطماع نظاَمه في سورية بإطلاق تصريحات جوفاء لا يصدقها أحد، وهذا يتطلب من جميع القوى والنخب السياسية فضحه وكشف مراميه القريبة والبعيدة.

ولا ينطبق أيضاً تصريح أردوغان عن المستقبل المشرق لسورية مع قيام نظامه بخرق المعاهدات والقوانين الدولية الخاصة بتقاسم مياه الأنهار العابرة للحدود ومنعه من جريان مياه نهري الفرات ودجلة لضرب الاقتصاد السوري والعراقي وتعطيش شعبيهما وتدمير البيئة الطبيعية لمجريي النهرين وتوظيف هذا الواقع لتحقيق أهداف سياسية والضغط على كلا البلدين للقبول بتدخل بلاده في شؤونهما.

لا ينتظر الشعب السوري من النظام الأردوغاني المتأسلم أي شيء سوى كف بلاه عنه والتوقف عن دعم الإرهاب وسحب قواته المحتلة للأراضي السورية واحترام قواعد حسن الجوار وما يجب أن يعرفه أردوغان ونظامه أن السوريين يرفضون بشكل قاطع مد يدهم لمن شارك في سفك دمائهم ودمار وطنهم.

إن الشعب السوري ينتظر من الشعب التركي إبعاد النظام الأردوغاني الذي لطخ سمعة بلاده وحول علاقاتها مع جوارها من وئام إلى كراهية وبغضاء عن مقاليد السلطة في تركيا لتعود علاقات حسن الجوار مع جيرانها إلى سابق عهدها بعيداً عن نهج العدوان الذي اتسمت به مرحلة أردوغان.

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …