“صوفا غيت” بقلم: شوكت أبو فخر

اهتمت وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين، بالحادثة التي حصلت في العاصمة التركية أنقرة، خلال استقبال رئيس النظام التركي رجب أردوغان لوفد الاتحاد الأوروبي، الذي ضم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والتصرف المهين الذي ارتكب بحق الأخيرة التي بقيت بلا كرسي، واضطرت إلى الجلوس في مكان دون مرتبتها، على أريكة واحدة مع وزير خارجية أردوغان وهو الأمر الذي بات يعرف اليوم “صوفا غيت”.

الأمر لم يكن خطأً، فهذا غير وارد في البروتكولات الدبلوماسية، إنما مقصود، وتصرفات أردوغان عند التواصل مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي لا تترك مجالاً للشك في أن الأمر في هذه الحالة لا يتعلق على الإطلاق بنقص في الأثاث أو مشكلة تقنية ما. فالزيارة نفسها التي قام بها ميشيل وفون دير لاين لم تتسم فقط بحادثة الكراسي، إنما وبلفتة استعراضية أخرى قام بها أردوغان. فقبل وصول الضيفين إلى تركيا مباشرة، تم اعتقال الأميرالات السابقين، الذين انتقدوا، بصفتهم دبلوماسيين متقاعدين، سلوك أردوغان الاستبدادي ومغامراته الخطيرة.

ولعل وصف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي لرئيس النظام التركي بالديكتاتور على خلفية هذه المعاملة غير اللائقة للقادة الأوروبيين، هو أقل ما يمكن أن يقال عند الحديث عن أردوغان وسياساته.

فالأخير، مسكون بعقلية الانتقام، ويتحين الفرص لكي يرد الصاع لأوروبا، خاصة بعد مماطلة الأخيرة في الموافقة على انضمام تركيا إلى الاتحاد، وإبقائها على قائمة الانتظار، وقوائم الاعتراض التي ترفعها بوجهه (حقوق الإنسان، قبرص واليونان )، وهذا ما أفقد أردوغان صوابه وقال إن أنقرة لا يمكن أن تنتظر لأجل غير مسمى على أبواب الاتحاد الأوروبي بعد 54 عاماً.

وتابع يقول “مستعدون للقيام بكل شيء بمجرد أن يطلبوا ذلك. وأي أمر يرغبون فيه سننفذه. لكنهم ما زالوا يتركوننا عند الباب”.

ما لم يقله الأوروبيون، أو يتجاهلوه وهم الأكثر معرفة وعرضة للابتزاز، هو دوره في دعم الإرهاب والتطرف والتدخل السافر في شؤون دول ذات سيادة واحتلال أراضيها.

لقد انزعجت أوروبا من تصرف أردوغان مع فون دير لاين، وهو موقف محق، لكن يفترض أن تكون الحقائق والمعايير واضحة وواحدة، فهذا النظام يحتقركم ويهينكم ويبتزكم بفتح أبوابه لتدفق المهاجرين إليكم، وهو من تسبب بكل ما تمر به سورية ولا زال حتى اللحظة يحتل أجزاء من أرضها.

“صوفا غيت” فصل من مواجهة لم تنته، وسوف يكون ثمة فصول جيدة، في الـ 27-29 من نيسان الجاري، أثناء انعقاد اجتماع غير رسمي بشأن التسوية القبرصية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. فمن المتوقع أن يثير أردوغان قضية القبارصة، وهكذا تضاف المشكلة القديمة إلى مشاكل جديدة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مثل الخلافات حول حدود مياه قبرص.

انظر ايضاً

شهداء وجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة

القدس المحتلة-سانا استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين مساء اليوم جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ …