الشريط الإخباري

الشاعر سمير سنكري: القصيدة رسالة والشعر رديف للبندقية

دمشق-سانا

من طبيعة سهول الغاب الساحرة التي تبعث في النفس الرؤى والجمال جاء الشاعر سمير سنكري يعزف على شبابة الشعر أوجاعه وهمومه مؤمناً بأن القصيدة رسالة وأن الشاعر لا قيمة لما يقوله إذا لم يكن هناك جمهور يصغي إليه ويعبر عن همومه وآلامه وآماله.

الشاعر سنكري بين في حوار مع سانا الثقافية أنه ركب سفينة الشعر متأخراً فطبع مجموعته الأولى عبرت حزني في عقده الخامس من العمر بعد أن عرضها على مجموعة من القراء والنقاد آخذاً بملاحظاتهم وآرائهم قبل الطباعة فهو يكتب لقارئ يحترم عقله وذائقته الشعرية معتبراً أنه ليس للإبداع عمر ولكنه نتاج تراكمات فكرية وإبداعية وثقافية.

الشاعر سنكري الذي تحفل قصائده بالموسيقا الخليلية عبر نمطي الشعر العمودي والتفعيلة أشار إلى أهمية الإيقاع والوزن كجزء من نسيج القصيدة الشعرية التي تقوم على المعنى والمبنى معتبراً أن الموسيقا ضرورة لحمل الدفقات الشعورية في النص الشعري عبر المعنى وأنه حتى قصيدة النثر يجب أن تحمل تلك الموسيقا الداخلية التي تتشابك مع المعنى محققة نوعاً من التناغم.

سنكري الذي اطلع على معظم تجارب الشعراء القدامى والمحدثين استطاع رسم خط يشبهه فمن يقرأ قصيدته يجد أنها تحمل روحه وصوره وأحاسيسه وإمكانياته ودفقاته الشعورية.

وعن إصداره الثاني (لبس الصمت جراحي فتكلم) بين سنكري أنه حمل الهم الإنساني العام فهو شاغلنا الأساسي كما حمل الهم الوطني والوجداني عبر شكلي الشعر (التفعيلة والعمودي) مشيراً إلى أن شكل التفعيلة أخذ نصف الإصدار وهو لا يقل أهمية عن العمودي بل هو أكثر فضاء للشاعر حتى يستطيع أن يقول فيه ما يريد بحرية أكبر.

وحول ارتباط عناوين مجموعاته بالوجع والجراح والشجن أوضح سنكري أن تلك العناوين تعكس الواقع وما يعانيه الوطن والمواطن في ظل الحرب الإرهابية وما تسببه من آلام فهو يتكلم عن الجراح التي تعيش فيها بلدنا وعن معاناة المواطن والبلد ليكون الشعر رديفاً للبندقية في رد الضيم.

وعن قصيدة النثر يرى سنكري أن هذه القصيدة يجب أن تحمل ومضات شعرية مدهشة متناغمة مع الموسيقا الداخلية بشكل كامل وأن تكون مكتوبة بلغة جديدة وأن يكون شاعرها متمكناً من اللغة العربية بشكل كامل حتى يصل بكلماته إلى الناس وإلى وجدانهم مشيراً إلى أن هناك شعراء كباراً كتبوها محققين تأثيراً بالغاً في الساحة الثقافية أما اليوم فهي تحفل بأسماء مهمة مثل مهتدي مصطفى غالب وهو شاعر متمكن له فضاءات وصاحب حالة أدبية متقدمة.

وعن رسالته لمن هم على دروب الإبداع الشعري يرى سنكري أن الشعر لا يقوم إلا بثالوث متكون من الموهبة والثقافة والتمكن من اللغة فعلى الجيل القادم أن يقرأ كثيراً لتكون ثقافته شاملة ومتعددة حتى تحمل نصوصه المحتوى الفكري العالي إضافة إلى هموم الشعر المختلفة.

الشاعر سمير سنكري من مواليد السقيلبية 1946 عمل مدرساً وموجهاً تربوياً وهو عضو جمعية الشعر باتحاد الكتاب العرب صدرت له ثماني مجموعات شعرية منها (همس ورمز وصدى) و(هاجس لا ينام) و(خيول تمتطيها الشمس) و(مملكة العنكبوت) و(أطياف الهوى).

بلال أحمد