الشريط الإخباري

الشاعر علوش عساف: القصيدة دون موسيقا ووزن ليست شعراً

دمشق-سانا

علوش عساف من الأصوات الشعرية المهمة على الساحة الأدبية السورية بما يمتلكه من حس إبداعي وخيال واسع وموسيقا شعرية يطوعها للمعنى في قصائد تحاكي الوطن والحب والإنسان.

الشاعر عساف أوضح في حوار مع سانا الثقافية أن انتماءه لبيئة ريفية فيها الأفق الممتد مع عناصر الطبيعة البكر والمكونات البيئية الجميلة غذى خياله وأعطاه مجالاً أكثر للكتابة لتبدأ رحلته مع الشعر في المرحلة الثانوية ثم انقطعت فترة الدراسة الجامعية قبل أن يعود لعالم القصيدة عبر مجموعته الأولى “أجراس الصمت”.

وعن حضور المرأة في شعره يبين عساف أن الأنثى حظيت بمكانة خاصة لدى العرب بشكل عام وعند أبناء الريف خاصة لذلك يعتبرها وطنه الثاني ويربط بينها وبين الأرض مشيراً إلى أنه أصدر مجموعة بعنوان “وطني عيونك” يتحدث فيها عن الأنثى الشرقية العربية التي عاشت معه كل تفاصيل حياته فضلاً عن كتابته الكثير حول المرأة من بحوث ومقالات.

وعندما يكتب عساف عن المرأة فإنه ينطلق من الواقع ليبحر مع خياله في آفاق أوسع وأشد رحابة مشيراً إلى أنه قد يكون لسان حال آخرين فيكتب نيابة عن صديق مر بتجربة عاطفية فاشلة أو ناجحة وهو عاجز عن نظمها شعراً فيؤلف عن ذلك قصائد تحمل الشوق واللهفة والحنين.

وعن ضرورة الموسيقا الشعرية يرى عساف أن الشعر إذا تجرد من الموسيقا أصبح نثراً وما يميز القصيدة هو الوزن الذي يعتبره ضرورياً لأي قصيدة عمودية وحتى التفعيلة تتخللها جمل موسيقية تسمى تفعيلات قد تتكرر لمرة أو مرتين أو أكثر فتتماوج في طولها وقصرها مكونة حالة موسيقية جمالية متناغمة مع المعنى.

وعن رأيه بقصيدة النثر ينفي عساف انتماءها لدوحة الشعر رغم جمالياتها فهي تبقى نثراً والموسيقا الداخلية الموجودة فيها موجودة في الشعر الموزون وموجودة بكل أنواع الأدب ولكنها لا تعطيها الحق أن تكون شعراً.

عساف الذي كان مولعاً بالإيقاع والوزن والقصيدة الخليلية كما تجلى ذلك في مجموعته الأولى “أجراس الصمت” طرأ على تجربته تطور لافت مع مجموعته الأخيرة “قالت لي الشمس” من حيث البنية والطرح والمضامين واللغة والصور فقد أثر وجوده في دمشق عاصمة الحضارة والثقافة والفكر عليه ما شكل فرقاً كبيراً عن تجربته الشعرية على أنه لا يتنازل عن أي شعر كتبه في السابق.

وحول جديده ذكر عساف أنه يحضر لمجموعة بعنوان قصائد مائلة للسواد مشيرا إلى تأثير المرحلة التي يعيشها المواطن السوري والعربي وتبعات الإرهاب ما يجعل الحالة تميل إلى التشاؤم ولكن رغم كل هذا السواد هناك مساحة بيضاء توحي بالأمل والإشراق.

ولفت عساف إلى أنه واكب الحرب الإرهابية على وطننا بشعره كما في قصيدته قمصان غربتي التي حملت كل ما عاناه السوري من ألم ودمار فتحدث فيها بلسان المغترب الذي ترك وطنه إضافة إلى قصيدة أنا نابت في دمائك وتحدثت عن بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته معتبراً أن الأدب في مواكبته للمرحلة هو في حالة مخاض إضافة إلى الأدب الجنين الموجود في ذاكرة المبدعين والذي سيتمخض عن الكثير من النتاجات مما رصدت هذه الحقبة وخزنتها في ذاكرتها الإبداعية.

بلال أحمد

انظر ايضاً

فرات الهوى: مهرجان شعري عن التمسك بالوطن ومحبته في ثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا أقام المركز الثقافي في أبو رمانة مهرجاناً شعرياً بعنوان (فرات الهوى)