الشريط الإخباري

نحال سبعيني يعيده الإرهاب إلى نقطة الصفر ليبدأ من جديد-فيديو

ريف دمشق-سانا

سنواته السبعون لم تمنع النحال خالد البوشي من العودة إلى نقطة البداية والمحاولة من جديد فبعدما بنى منحلته خطوة خطوة على مدى سنوات لتصبح 100 خلية تنتج أطناناً من العسل دمرها الإرهاب كما دمر مصادر رزق كثيرين في الغوطة الشرقية بريف دمشق لكن حبه للمهنة وعزيمته دفعاه للانطلاق من جديد مع ست خلايا وكثير من الأمل.

البوشي الذي بدأ مشروعه في مجال تربية النحل في ثمانينات القرن الماضي بمنطقة النشابية بالغوطة الشرقية مع مزرعة متواضعة وعدد قليل من الخلايا يتراوح بين 10 و15 خلية يقول لمندوبة سانا كان مشروعي في البداية عبارة عن خلايا طينية قديمة حولتها مع الوقت إلى خلايا خشبية حديثة وأصبح لدي منحل ومستودع خاص بمستلزمات الإنتاج وأعداد الخلايا تزايدت عاماً بعد عام لتصل إلى أكثر من 100 خلية.

ويوضح البوشي أن الغوطة الشرقية كانت المقر الأساسي لخلايا النحل ومع بداية فصل الربيع وبعد انتهاء موسم الأزهار في المنطقة ينقل النحل إلى مناطق أكثر برودة وخاصة مناطق زراعة اليانسون حتى فصل الخريف لتتم إعادتها إلى الغوطة من أجل جمع العسل والاستعداد للموسم المقبل مبيناً أن منحلته أنتجت أطناناً من العسل إضافة إلى خلايا النحل وكان يقدم المساعدة للنحالين الصاعدين لتأسيس مناحل خاصة بهم إلى أن ضرب الإرهاب المنطقة وخرب وحرق المنحل بما فيه ما دفعه للخروج من مهنته لفترة من الزمن.

ومع إعادة الجيش الأمن والأمان للغوطة الشرقية عاد البوشي لمزرعته ليرى الدمار الذي خلفه الإرهاب وقال شعرت في البداية بالحزن واليأس لكن حبي للمهنة دفعني للمحاولة من جديد وما ساعدني حصولي على منحة من اتحاد النحالين العرب الذي ساهم بتأمين المساعدات للنحالين المتضررين جراء الإرهاب حيث حصلت على ست خلايا نحل وبدأت العمل الذي اتسع الآن ليصبح أكثر من 50 خلية.

البوشي يعمل أيضاً مدرساً في المعهد التقاني الزراعي بدمشق وكان يشرف على منحل المعهد وبنفس الوقت يساعد في إلقاء الدروس الخاصة بتربية النحل ومن بين طلابه النحال خالد النضر الذي يعمل في المهنة منذ أكثر من عشرين عاماً وكان يملك وزملاؤه النحالون تجمع نحل في الغوطة الشرقية “مناحل مشتركة”.

النضر قال في تصريح لـ سانا كان عدد المناحل يتراوح قبل الحرب بين 500 و600 خلية وكان إنتاجها بالأطنان فكنا نزود المحلات التجارية بكميات كبيرة من العسل الطبيعي الصافي لكن الإرهاب دمر مشروعنا وبات إنتاجنا معدوماً واليوم نعيد العمل من جديد تدريجياً.

وعن الصعوبات التي يعاني منها النحالون أوضح النضر أن غلاء أسعار المواد ومستلزمات الإنتاج من الخشب والشمع والأدوية يقف عائقاً أمام عمل النحالين لافتاً إلى أنه كمربي نحل يعاني من مشكلة إصابة النحل ببعض الأمراض مثل “الفاروا والنوزيما” داعياً الجهات المعنية ووزارة الزراعة إلى إيجاد واعتماد دواء مجرب ومعروف عالمياً لهذه الأمراض.

وطالب النضر بإعادة تأهيل المناشر الخاصة بإنشاء خلايا النحل الخشبية وخاصة المنشرة التي تتمركز في الغوطة الشرقية كون أسعار خلايا النحل الخشبية أصبحت “تفوق طاقة النحالين”.

بشرى برهوم

انظر ايضاً

مزارعو الغوطة الشرقية يعيدون الحياة لأكثر من 5600 هكتار من أرضهم