الشريط الإخباري

شهر شباط والأمثال الشعبية في حوران

درعا-سانا

اعتبر الفلاح الحوراني شهر شباط من الشهور غير معروفة الهوية بسبب تقلبه بين الصيف والشتاء فخصه التراث الشعبي بعدد كبير من الأمثال التي تشخص حاله وواقعه.

ويعد شباط من أقصر شهور السنة بعدد أيامه 28 أو 29 يوماً ويعتقد أن اسمه اشتق من جذر سرياني كما أطلق اسم شباط على هبوب الرياح الشديدة.

الباحث في تراث وتاريخ المنطقة الجنوبية نضال شرف أشار لنشرة سانا سياحة ومجتمع إلى أن شهر شباط تتقلب أجواؤه بين المشمسة والماطرة ما أدى إلى صياغة أمثال أصبحت بمثابة قوانين ودساتير للحوراني.

وأضاف إن الأمثال الشعبية تناولت تأثيرات مناخ شباط على المحاصيل الزراعية أو على الأهالي ورعاة الأغنام من حيث البرودة الشديدة أو الشمس المحرقة.

وبين شرف أن في مطلع شهر شباط دلالة على المحل أو الوفرة والغلال فقيل بالمثل الحوراني “إذا كان أول شباط هوا شرقي بيع البقر وإذا كان غربي بيع التبن” في إشارة إلى أن هبوب الرياح من الشرق في بداية هذا الشهر دلالة على المحل فيتوجب على المربي بيع بهائمه لأن ظروف التربية صعبة ومكلفة فيما إذا هبت الرياح من الغرب فيعني أن المنطقة مقبلة على سنة خير ووفرة في المحصول وبالتالي يستطيع الفلاح الاستفادة من مدخراته عن طريق بيعها لأن الربيع والوفرة قادمان ولا حاجة للادخار.

وأضاف إن المثل الشعبي تحدث عن برودة بعض أيام شهر شباط فقيل “الصيت للمربعانية والفعل لشباط” في إشارة إلى أن البرودة التي تشهدها بعض أيام الشهر تفوق بكثير برودة المربعانية الممتدة من الثاني والعشرين من شهر كانون الأول حتى نهاية كانون الثاني من كل عام.

وبين شرف أن شهر شباط من الأشهر الباردة ويستوجب تعزيز وسائل التدفئة واستعمال كل ما هو متوافر لاتقاء برده فقالوا في المثل الشعبي “شباط بلف العجوز بالبساط” على اعتبار أن كبار السن أكثر تأثراً بالبرد موضحاً أن برودة شباط تؤثر حتى على رعاة الغنم فقيل بهذا الخصوص “شباط أن عوى بخلي الراعي يتلوى”.

واعتبر شرف شهر شباط من الأشهر غير واضحة المعالم من حيث البرودة أو الحرارة ما استدعى الأجداد لإطلاق أمثال تشخص هذه الحالة فقالوا “شباط ما ع كلامو رباط” أو “شباط فروتو مشلخة” موضحاً أن شهر شباط رغم البرودة الشديدة إلا أن رائحة الصيف في أيامه المشمسة فقيل “شباط مهما شبط ولبط ريحة الصيف فيه”.

وأطلق كثيرون من الأجداد على شهر شباط تسميات مختلفة فمنهم من سماه بالغدار الذي لا يثبت على حال أو بالجلاد.

قاسم المقداد

انظر ايضاً

نيسان في الأمثال الشعبية بمنطقة حوران

درعا-سانا حظي شهر نيسان في محافظة درعا بأمثال شعبية كثيرة تعكس العادات والتقاليد التي كانت …