الشريط الإخباري

الفنان معين نفاع.. تجربة غنية مع الموسيقا على مدار أكثر من ثلاثين عاماً

السويداء-سانا

نشأ في أسرة تهوى الموسيقا وتمارسها من الأب والأجداد والشقيق ممن تركوا بصمتهم في مجال الشعر الشعبي فتولد عند الفنان معين سلمان نفاع الإحساس بالقيم والتذوق الفنيين وجسده عبر لغة الموسيقا التي نجح فيها عازفاً ومدرساً وقائداً للعديد من الفرق.

الفنان نفاع الذي تجاوز عمر تجربته الموسيقية 30 عاما يروي خلال حديث لـ سانا كيف تأثر منذ طفولته بأشقائه وتعلم منهم العزف ثم أصبح يوسع نشاطاته على مستوى المدارس وعبر منظمة الشبيبة إلى أن انتقل إلى مدينة السويداء وشارك بالعديد من الفرق ومنها فرقة الكورال بقيادة الراحل نجيب أبو عسلي حيث لفتت نظره آنذاك آلة التشيلو التي احترف عزفها لاحقاً.

نفاع ابن الـ 56 عاماً الذي يعزف على مختلف الآلات وخاصة العود والكمان والبيانو تحدث عن دراسته في المعهد المتوسط الموسيقي “إعداد المدرسين” في دمشق بين عامي 1986 و1988 حيث عزف خلال تلك الفترة مع فرق أكثر احترافية ودخل استديوهات التسجيل واشتغل في الموسيقا التصويرية للعديد من الأعمال التلفزيونية الدرامية.

وبعد تخرجه في المعهد عاد إلى السويداء للتدريس إلى أن افتتح المعهد العالي للموسيقا حيث انتسب إليه عام 1990 طالباً على آلة التشيلو وخلال السنة الأولى في المعهد عمل مع فرقة زنوبيا التابعة لوزارة الثقافة بقيادة الموسيقار الراحل إبراهيم جودت وفرقة الربيع الموسيقية بقيادة المايسترو الراحل أسعد خوري حيث اشتغل في تلك الفترة مع كبار نجوم الغناء العرب مثل سيد مكاوي وهاني شاكر وعلي عبد الستار وعبد الله الرويشد وربى الجمال.

نفاع الذي درس آلة الباسون النفخية كآلة ثانية في المعهد العالي ليقوم بتدريسها.. فيما بعد انتسب عام 1993 لفرقة موسيقا الحجرة بقيادة الموسيقار الراحل صلحي الوادي كما ظل يعزف في الاوركسترا السيمفونية الوطنية من العام نفسه وحتى عام 2011.

وبعد تخرج الفنان نفاع من المعهد العالي بمرتبة جيد جداً قام بتدريس مادة العزف الجماعي وشغل مساعد خبير بتدريس آلة الباسون واسهم بتأسيس فرقة التخت الشرقي لمدرسي المعهد مع زملائه وقاد فرقة التخت الشرقي النسائي المؤلفة من عدد من خريجات المعهد ممن يجدن العزف بالأسلوب الشرقي ومنهن الموسيقية وعد أبو حسون إضافة الى عمله بالموسيقا التصويرية لأعمال منها مسرحية كاليغولا إخراج الفنان جهاد سعد والتي عرضت في دول عربية وفازت بجوائز عديدة.

ومع افتتاح معهد فريد الاطرش للموسيقا عام 2009 عاد نفاع إلى السويداء ليتسلم إدارته حيث يدرس فيه آلة التشيلو والغناء الشرقي مع الإشراف على جميع الأقسام وعمل عبر هذه السنوات على تخريج عشرات الطلاب إضافة إلى مساهمته بتأسيس فرق المعهد مثل الفرقة الشرقية للأساتذة وفرق آلات التشيلو والغيتار والقانون.

وتمثل الموسيقا بالنسبة لـ “نفاع” محركاً أساسياً للحياة ولرؤيته في إنشاء جيل يحمل الفن ويتذوقه بعيداً عن مخاطر الشارع في ظروف الحرب التي نعيشها كاشفاً عن طموحه إلى تأسيس فرقة اوركسترا شرقية على مستوى المحافظة تضم العازفين الأكاديميين وأصحاب الخبرات.

ويؤكد الباحث سلمان البدعيش رئيس جمعية أصدقاء الموسيقا السابق بالسويداء أن موهبة نفاع الموسيقية نمت بالدراسة والمثابرة والمتابعة ومن خلال حيويته ونشاطه وإخلاصه بالعمل الذي جعل من معهد فريد الأطرش في مقدمة المعاهد الموسيقية على مستوى المحافظات فضلاً عن قيادته لفرقة الموسيقا العربية في الجمعية والتي تعد ثاني أكبر فرقة على مستوى سورية وانعكاس عشقه للموسيقا على أسرته حيث تدرس ابنتاه في المعهد العالي للموسيقا.

عمر الطويل