الشريط الإخباري

الشاعر منير خلف: الحفاظ على تراث الوزن الشعري يكسب القصيدة جماليات قابلة للخلود

دمشق-سانا

وجد الشاعر منير خلف في القصيدة الموزونة ضالته فاكتفى بها وأبحر في أمواجها على إيقاع العمودي والتفعيلة بعد أن تزود بثقافات متنوعة فأثبت حضوره الإبداعي على الساحتين السورية والعربية محققا العديد من الجوائز.

وعن جائزة الدولة التشجيعية التي حازها مؤخرا واختتم عبرها العام الفائت قال: “يؤكد منح هذه الجائزة بصورة دورية أن هنالك تكريما للحالة الإبداعية التي يخلص لها الشاعر ويحاول عبرها أن يوصل صوته إلى الآخرين لتأتي جائزة الدولة التشجيعية تتويجا لمسيرة حافلة لأي مبدع”.

وحول غلبة تداعيات الحرب على نتاجاته الشعرية وجد خلف أنه من الطبيعي أن يكون الشعر معبرا عن المعاناة التي يعيشها الإنسان السوري ولا سيما أن الحرب اثرت فيه فافتقد بعض أدواته الفنية جراء قسوة ما تعرضنا له والذي طال جمالية الحياة وأنهك الشعر وأدى لأزمة أخرى طالت القصيدة كظهور الكثير من مدعي الشعر ممن حاولوا الوصول إلى ما تهوى أنفسهم وهم بعيدون عن الإبداع.

وعن موقفه كشاعر موزون من قصيدة النثر قال خلف: “النثر ابن شرعي للحالة الإبداعية وليس لقيطاً حتى نلحقه بأسرة الشعر إنه بلد بأكمله لمن يجيد السير في مدنه التي تتبرأ من الإيقاع الخارجي للقصيدة والقافية معا لذلك ليس من الإنصاف أن ننعت النثر البديع بأسرة تحمل في جيناتها إبداعا من نوع آخر ومختلف”.

وحول نظرته كشاعر للحركة النقدية المعاصرة يرى خلف أن “النقد الحالي يقتصر في العديد من حالاته على المحاباة والمجاملات فساهم بدوره في ظهور مدعي الشعر ومنحهم تقديرا هم غير جديرين به مشكلا حولهم ظاهرة أشبه بالضجيج مؤكدا توق المبدع إلى نقد موضوعي بناء لا يبخس أهل الإبداع الحقيقيين حقهم ويخرج الدرر الفريدة من القاع.

ويتحدث خلف عن ضرورة تناول الأدب لقضايا الناس ومعاناتهم جراء الحرب نحتاج إلى أدب يسمع الفلاح صوت سنابله في الحقل والذي يكرس جل حياته من أجل بناء أسرته وإطعام أطفاله خبزا وأن نظل متسلحين بالأمل لنقدم أدبا حقيقيا ينهض من مخاض هذه الحرب يحمل شمسا تملأ الأرض أملا وخصوبة وجمالا.

خلف الذي يعتبر الأدب كفيلا بنهضة العقل ورفع منسوب العاطفة يرى من ناحية أخرى أنه دون متلق يظل الأدب وحيداً غريبا على الرفوف.

وختم خلف حديثه بأنه يجد ذاته الشعرية في الكلمة التي تتسلح بالإيقاع وعدم الخروج على تراث الوزن الشعري الذي يكسب القصيدة جماليات خضراء تضفي على المعنى لبوساً قابلاً للبقاء والخلود ولا يرى الوزن الشعري عائقا في مسيرة الشاعر الذي يطمح إلى القصيدة التي لم يكتبها بعد.

يذكر أن الشاعر منير خلف عضو في اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر ومن مؤلفاته “غبار على نوافذ الروح” و”سقوط آخر الأنهار” و”لمن تأخذون البلاد؟” و”كأنك وحدي” و”أبحث عن تسعة أيام في الأسبوع” وفاز بالعديد من الجوائز الشعرية منها سعاد الصباح في الكويت وطنجة في المغرب و المزرعة عمر أبو ريشة والألوكة في سورية والجواهري في استراليا وغيرها.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

فرات الهوى: مهرجان شعري عن التمسك بالوطن ومحبته في ثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا أقام المركز الثقافي في أبو رمانة مهرجاناً شعرياً بعنوان (فرات الهوى)