(كافل اليتيم في إدلب).. تعزيز للجانب الإنساني وحماية الأطفال من التشرد

حماة-سانا

خلفت الحرب الإرهابية الجائرة على سورية آثاراً نفسية واجتماعية لا يمكن تجاوزها بسهولة وخصوصاً على عدد كبير من الأطفال الذين تسربوا من المدرسة وباتوا معرضين للتشرد والخوف من مستقبل غامض ينتظرهم.

ويشكل مشروع كافل اليتيم الذي أطلقته جمعية البر والخدمات الاجتماعية في إدلب بارقة أمل لأطفال المحافظة الأيتام الذين يرغبون بمتابعة تحصيلهم الدراسي بعيداً عن المعاناة من الضغوط المادية التي تلاحقهم جراء غياب المعيل وغلاء المعيشة.

الطفل محمد نور البالغ 11 سنة فقد والده جراء الحرب الإرهابية وهو في الصف الثالث أشار في تصريح لمراسل سانا إلى أنه كان يتمنى أن يكمل تعليمه في المدارس.

ولكن صعوبة الحياة جعلته يفكر في ترك المدرسة إلى أن جاءه الفرج من خلال مشروع كافل اليتيم الذي قدم له راتباً شهرياً من أجل البقاء على مقاعد الدراسة مبيناً أن هذا الأمر ساهم في زيادة محبته للدراسة والالتزام بالدوام من أجل أن يغدوا في المستقبل طبيباً ناجحاً يساعد المرضى المحتاجين مجانا.

بدوره قال الطفل محمد كمال كروم إن استشهاد والده أحدث فراغاً كبيراً داخل الأسرة بسبب فقدان المعيل الوحيد لها ولأنه صغير بالسن وغير قادر على العمل فكر بترك المدرسة من أجل تأمين دخل مادي لأمه واخوته ولكنه سمع من زملائه عن مشروع كافل اليتيم في إحدى الجمعيات بإدلب فلجأ إليها وبعد أن قدم أوراقه تم قبوله فيها وبات اليوم يتلقى دعماً ماديا مناسباً يعينه على مصاريف الحياة وخاصة الدراسة.

أما الطفلة غدير حمادين فأشارت إلى أنها استفادت كثيراً من المشروع حيث تتلقى دعماً مادياً وغذائياً بشكل مستمر كما أنها تتلقى العلاج مجانا من الأطباء المتعاقدين مع الجمعية وهذا الأمر ساهم في رفع معنوياتها وخاصة مع وجود أهل الخير والاحسان الذين لم يبخلوا على الأطفال اليتامى مشيرة إلى أن أخويها محمد وبراء يستفيدان أيضا من مساعدات المشروع ولديهم حافز كبير لمتابعة تعليمهم للمرحلة الجامعية.

وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية البر والخدمات الاجتماعية بإدلب المحامي خالد الترك إلى أن هناك 675 طفلاً استفادوا من مشروع كافل اليتيم في الجمعية بمساعدات مختلفة سواء مادية أو عينية وخاصة طلاب المدارس والجامعات مبيناً أن هذا المشروع له نتائج إيجابية كبيرة في المجتمع لأنه عامل مهم في تعزيز الجانب الإنساني وبث روح التكافل لدى أفراد المجتمع ورفع المستوى الاقتصادي للأيتام وتذليل صعوبات الحياة وتوفير الظروف اللازمة والملائمة لرعاية وتنشئة الأيتام نشأة سليمة.

ولفت الترك إلى أنه يتم اختيار الأطفال الأيتام بناء على أسس ومعايير يتم تحديدها من الجمعية حيث يتم إجراء دراسة لواقع العائلة المستهدفة لمعرفة مدى احتياجاتها وهل تستحق فعلاً المساعدة مشيراً إلى أن الجمعية أقامت عدة أنشطة ترفيهية وتوجيهية وتعلمية كما قامت بزيارات دورية لمنازل الأيتام للوقوف على احتياجاتهم المتجددة وأعدت برامج متضمنة مسابقات وأنشطة ترفيهية وبرامج دعم نفسي للأيتام بما يسهم في تلبية جميع متطلبات اليتيم والأخذ بيده لتعزيز دوره في المجتمع.

سالم الحسين

انظر ايضاً

استهداف مقرات الإرهابيين وتحصيناتهم في ريفي حلب و إدلب