الشريط الإخباري

الزراعات الأسرية… خطوة متقدمة نحو مجتمع منتج وصلت لنحو 27 ألف أسرة مستفيدة في 10 محافظات-فيديو

دمشق-سانا

بابتسامة مفعمة بالأمل أعربت فايزة عليوي عن سعادتها بتأمين مستلزمات أولادها التسعة وزوجها المسن من إنتاج الموسم الشتوي لحديقة منزلها الممتدة على مساحة 500 متر قائلة “أرغب في توسيع أرضي وزيادة إنتاجها أكثر بما يحقق لعائلتي اكتفاءها الذاتي ويؤمن احتياجاتها”.

العديد من العائلات الريفية وجدت في فسحة بيتها منفذاً جديداً لمواجهة الظروف الراهنة الصعبة من ارتفاع في الأسعار والإجراءات الاقتصادية الجائرة أحادية الجانب المفروضة على سورية من خلال زراعتها ببعض الخضار والبقوليات ما يلبي احتياجاتها الغذائية بينما تعمل على تصنيع وبيع الفائض بأسعار تؤمن لها ربحاً معقولاً وبذلك تستفيد من مشروع دعم الزراعات الأسرية الذي أطلقته وزارة الزراعة بالتعاون مع اتحاد غرف الزراعة ومنظمة الغذاء العالمي لتحسين المستوى المعيشي للأسر الفقيرة والمتضررة من الحرب بهدف زرع الأرض واستثمارها بشكل يعيد الحياة للأرض والفلاح.

كاميرا سانا رصدت واقع المشروع وتطوراته ورافقت المستفيدين الذين أجمعوا على رغبتهم في تطوير المشروع وتوسيع رقعة أراضيهم بما يحقق عائدية مادية جيدة للمشروع.

“استبشر خيراً من الموسم الصيفي الذي قطفت أول ثماره اليوم” هذا ما قاله المستفيد أبو إبراهيم من قرية شبعا معبراً عن رضاه عن نتائج المشروع بعد قطافه للموسم الشتوي من الفول والبازلاء والبصل والذي كفى عائلته العوز والحاجة.

علي أحمد الفايز من قرية شبعا أوضح أنه استفاد من المشروع وزرع أرضه المحيطة بالمنزل بالعديد من الخضار الصيفية والشتوية والتي أعانته على الاستهلاك اليومي للخضار بدل شرائها من الأسواق لافتاً إلى ضرورة توافر الكهرباء والمازوت لتشغيل شبكة الري بالتنقيط المقدمة للأسر المستفيدة.

الزراعة تحتاج إلى الشعور بالمسؤولية لأن النبات يتفاعل مع الاهتمام المخصص له هذا ما أوضحته المستفيدة فاطمة عسكر الحسن وهي تتحدث عن تجربتها بالزراعة قائلة “بعد حصولي على مستلزمات الإنتاج من شبكة الري بالتنقيط والشتول من الباذنجان والبندورة والفليفلة قمت مع أبنائي بتنظيف الحديقة من الأشواك والحصى وتسويتها وفلاحة الأرض وزراعتها موضحة أنه يجب ري الخضار بشكل مستمر حتى لا تجف التربة وتموت الخضراوات ونزع الأعشاب والحشائش الضارة التي تنمو بجانبها ومكافحة الحشرات.

فيما دعا شاكر دغموش من بلدة المليحة سكان الريف إلى استثمار كل شبر من الأراضي في الزراعة وتطويرها وتنميتها لتكون الداعم الأمثل للاقتصاد المنزلي مشيراً إلى تجربته التي أضاف إليها أصنافا جديدة من الخضار والأشجار المثمرة ومفقسة يدوية وتربية دجاج ما ضاعف من إنتاجية المشروع الذي بلغ 35 ألف ليرة لكل وجبة قطاف من الخيار فقط ومن تربية الدواجن صحنين من البيض يوميا أي 7000 ليرة حسب تسعيرة السوق ناهيك عن باقي المنتجات.

وعن أهم ميزات المشروع بين المدير العام لاتحاد الغرف الزراعة السورية المهندس يحيى محمد الفوائد الصحية والتي تمثلت بإنتاج خضراوات نظيفة خالية من الهرمونات والمواد الكيميائية نتيجة استخدام السماد العضوي الطبيعي والمياه النظيفة والصحية واستخدام المبيدات الحشرية بحدودها الدنيا وذات مواصفات عالية الجودة من نوع الهجن والتي تتميز بعمرها الإنتاجي الطويل والغزارة في الإنتاج.

وأشار إلى أن المشروع استمر أربع سنوات على التوالي ووصل حتى الآن إلى 10 محافظات و27 ألف أسرة مستفيدة متضمناً حلقات متكاملة من المكونات المترابطة مع بعضها من حدائق منزلية ووحدات التصنيع إضافة إلى تربية الدواجن والأسماك المنزلية لافتاً إلى أن شبكة الري بالتنقيط أعطت المشروع أصلاً ثابتاً ما ساعد على توسيع رقعة الأرض المستثمرة وأعطى عائدية جيدة للمشروع ساهمت في ديمومته.

بدوره أوضح مدير التنسيق في المشروع المهندس جمال عكاش أن المشروع حقق الهدف المنشود في زيادة دخل الأسر المستفيدة وتأمين احتياجاتها حيث وصل متوسط أرباح الإنتاج للموسم الشتوي في كل المناطق المستهدفة إلى 256 ألف ليرة لكل عائلة مشيراً إلى أن الحدائق الآن في أوج نموها ما شجع الفلاح على العودة إلى أرضه واستثمارها وتنمية الزراعة في الريف المتضرر من الحرب.

وفيما يتعلق بآليات العمل في المشروع بينت المهندسة بدائرة زراعة الغوطة مادلين الهادي والمشرفة على المستفيدين بقرية شبعا أن لكل 33 أسرة يتم تعيين مهندس مشرف على أعمال الفلاحين بهدف تقديم التوجيهات والتعليمات اللازمة بخصوص الزراعة والري وإرشادهم على كيفية التعامل مع الأرض والمزروعات موضحة أنه تم توزيع بذور شتوية من فول وبازلاء وخس وسبانخ وشتول صيفية من الأصناف الممتازة والمحسنة الملائمة للبيئة والمناخ في المنطقة والتي تعطي منتجاً جيداً كماً ونوعاً وهي 200 شتلة بندورة و 400 شتلة من الباذنجان وكذلك 400 شتلة من الفليفلة للموسم الصيفي و5 كيلوغرامات من السماد المتوازن لكل عائلة من المستفيدين إضافة إلى شبكة ري بالتنقيط لمساحة 600 متر.

ووصلت كمية إنتاج الفول والبازلاء إلى 250 كيلوغراماً والبصل بحدود 60 كيلوغراماً لكل عائلة وفق ما ذكرت المهندسة الهادي مشيرة إلى أن المعوقات التي واجهت المشروع تمثلت بنقص بعض المعدات من مضخة وغطاس وعدم توافر الكهرباء والمازوت بشكل كاف لعمل شبكة الري بالتنقيط.

وبدأ المشروع عام 2017 في خمس محافظات وتوسع ليشمل 8 محافظات والآن وصل إلى 10 محافظات كما بدأ بعدد مستفيدين 3327 وتوسع إلى 10 آلاف ووصل الآن تقريباً إلى 27 ألف مستفيد.

محاسن العوض

انظر ايضاً

توزيع منحة المشروع الوطني للزراعات الأسرية ضمن 19 قرية بالسويداء

السويداء – سانا أنهت مديرية الزراعة بالسويداء توزيع منحة المشروع الوطني للزراعات الأسرية للحدائق المنزلية …