الشريط الإخباري

خليفة عموري.. الشعر الخالد يحدث الصدمة ويفتح الرؤى

دمشق-سانا

تقوم دعائم التجربة الشعرية عند الشاعر خليفة عموري على رفض ربط القصيدة بالموسيقا أو بالوزن وعلى الإيجاز وقدرة الشاعر على قراءة الغد ورصد ما تخفيه الأيام.

ويرى عموري خلال حديث مع سانا أن الشعر هو حالة روحية للذات وهو ثورة في آن معا معتبرا أنه لا يرتبط بالشكل ومن ينظر اليه من زاوية الموسيقا والوزن تكون نظرته قاصرة وتناقض جوهر الشعر كحالة عميقة ومتجانسة تنسجم مع الإيقاع الروحي للنفس.

ويعتبر عموري أن الحركة داخل القصيدة قد تكون ظاهرة أو مبطنة لكن ماهية الشعر تتجلى أكثر في التفاعلات والإرهاصات التي تعطي الحركة الداخلية للنص وتحرك ذهنية القارئ وتفتح له الدلالات والرؤى والإشراقات مؤكدا أن الشعر الخالد هو الذي يحدث الصدمة.

وللشعر برأي عموري خاصية متفردة تتجلى في الإيجاز كما قال النفري “كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة” إضافة إلى الترميز والطاقة الكامنة والمدلولات المتعددة حتى قيل أن الشاعر هو نبي عصره فهو يستشرف المستقبل لأنه يرى ما لا يراه الآخرون ويستشف الظروف والمعطيات الحالية ويبني عليها ما يمكن أن يكون في الأيام القادمة.

وعن تجربته الشعرية اوضح انه اتجه نحو منثور الشعر وخصوصا أن قصيدة النثر تعمل على الفكر اكثر من الايقاع وتحتاج إلى الدهشة والعمق والتكثيف والذهنية العالية في الطرح وهي الفضاء المتسمع الذي يتناسب مع واقعنا وأحلامنا.

وحول مجموعته الشعرية هذيان يبين عموري ان المواربة في الشعر تبدأ من العنوان وهي عبارة عن نصوص قصيرة اعتمد فيها التكثيف وفلسفة الأشياء والكون والمفاهيم كلها فدخلت الى عمق ما تصوره عن الشهيد حين يستشهد وما يفكر به ويقوله.

وتحفل المجموعة بحسب مؤلفها بالأسئلة الكونية والاشكالية التي لم يبت فيها بالنفي او الايجاب موضحا ان كل شيء نمارسه على الورق هو عبارة عن اكتساب حق وخاصة بعد الاطلاع على تجارب كبرى عربية كالماغوط ويوسف الخال وغربية كسوزان برنار.

وبالنسبة لملتقى الاجيال الذي يديره عموري أوضح أنه عبارة عن ملتقى ثقافي له من العمر نحو ست سنوات تدار على طاولته ورشة عمل يحضرها المبدعون من كل الأجيال والمستويات من الشاعر المتمكن المخضرم إلى المبتدئ وهنا تحدث المقارنات والمقاربات ليتعرف المبتدئون على تجارب الكبار ويتعلموا منهم ولردم الفجوة بين الأدباء والشعراء الذين شقوا طرقهم واصبحوا معروفين وبين الشباب الذين يمتلكون بذرة الأدب والفن ويحتاجون إلى الأخذ بيدهم.

ويعول عموري كثيرا على دور الأدب والإعلام في مواجهة العدو الصهيوني فيدعو إلى حشد كل الإمكانيات العربية من ثقافة واعلام للوقوف بوجه الضخ الإعلامي الكبير لكيان الاحتلال لأن مواجهته بالكلمة توازي مواجهته بالسلاح.

بلال أحمد