الشريط الإخباري

«داعش»: ود مع تركيا وأمل لأميركا!- بقلم أحمد ضوا

يشبه سيناريو «الحملة الأميركية» على تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق الكثير من سيناريوهات الأفلام الهوليودية التي تنتهي غالبا بانتصار البطل على الخصم وفق مشاهد درامية خيالية لا يمكن أن يصدقها العقل.

على الأرض السورية العراقية, لا ينطبق ذلك على الخصم «داعش» حتى الآن رغم مضي أكثر من شهرين على بدء تصوير الفيلم… فـ « داعش داعس» كما يقولون في ارتكاب أبشع الجرائم الوحشية التي لا شبيه لها إلا في الأفلام الأميركية وبالمقابل الجهد العسكري الأميركي خف وهجه ومعركة عين العرب لم تحسم بعد.‏

قد يصدق البسطاء وغير المشتغلين بالأمور السياسية والعسكرية أن أميركا عاجزة عن فرض إرادتها على الحكومة التركية, ولكن الشعب التركي بأغلبيته يعي تماما أن أردوغان وأوغلو ومن شابههم هم نمور من ورق تالف تستطيع أميركا إنهاء حياتهم السياسية وقت تشاء ولها تجاربها السابقة مع غيرهم.‏

ما هو غير مألوف في السياسة الأميركية حتى الآن بالنسبة لتركيا هو الصمت على أردوغان وتنطحاته الإعلامية ضد واشنطن والتي كان آخرها وصف سياسة أوباما تجاه المنطقة بالوقحة بعد مباحثات وصفتها الخارجية الأميركية بالمهمة جرت بين أردوغان ونائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن الذي مضغ تصريحات سابقة له من شأنها- لو كان هناك قانون دولي وقوانين مكافحة الإرهاب – أخذ أردوغان إلى معتقل غوانتانامو وعلى ما يبدو أن الطرفين متفقان على الهدف ولديهما تباين في تحقيقه.‏

باعتقادي الشخصي أن الدور المناط بأردوغان في مشروع الشرق الأوسط الأميركي الكبير لم ينته بعد, وما يجري بين الحكومة التركية وإدارة أوباما فوق الطاولة والمعلن للرأي العام مغاير تماما لما هو متفق عليه تحت الطاولة وما زال أردوغان الذي ينفذ أبشع سياسة تضليلية للرأي العام التركي يعول على نجاح هذا المشروع وحصد نتائجه على مستوى المنطقة والدليل الدامغ على ذلك استمرار الرضا الأميركي عليه على الرغم من حالة الود القائمة بين حكومة أوغلو وتنظيم «داعش» الذي تدعي واشنطن سعيها لتدميره.

الدليل الآخر والمهم جدا هو التناغم التركي الأميركي من استهداف الطيران الحربي السوري لمواقع التنظيم قبل أيام وغضبهما من الخسائر الكبيرة التي ألحقتها الغارات بمواقع التنظيم المستهدفة في الرقة حيث استقت الخارجيتان التركية والأميركية معلوماتهما من تنظيم «داعش» الإرهابي لتتهم الحكومة السورية باستهداف المدنيين في الرقة الأمر الذي يؤكد نية أميركا ومعها تركيا إطالة أمد المعركة مع «داعش» على أمل أن تحققا عبرها ما لم تستطع «معارضة أميركا وتركيا المسلحة وجيشهما الحر» تحقيقه على مدى نحو أربع سنوات.‏

إن العنصر المهم في ديمومة «داعش» هو استمرار الود والوئام بين هذا التنظيم والحكومة التركية وهنا تكمن صيغة التضاد والتوافق بين تركيا واميركا بمحوريها الإعلامي والعملي وهي مستمرة إلى أن يفقد الطرفان الأمل كليا بعجز الإرهاب عن تحقيق مصالح ومشاريع أميركا وحلفائها في المنطقة أما الأدوات فغالبا يكون نصيبها الاندثار أو الفتات.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

سعر غرام الذهب يرتفع محلياً 4 آلاف ليرة

دمشق-سانا ارتفع سعر الذهب في السوق المحلية اليوم 4 آلاف ليرة سورية للغرام الواحد